«احذر!» نوع من العصائر يتداخل مع الأدوية.. ومخاطر على الكبد

«احذر!» نوع من العصائر يتداخل مع الأدوية.. ومخاطر على الكبد

الفاكهة جزء لا يتجزأ من نظام غذائي صحي، فهي تدعم الصحة العامة عند تناولها بانتظام، الفاكهة تقدم الكثير من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، وتحسين عملية الهضم، وتوفير الفيتامينات والمعادن الضرورية، كما أنها مصدر ممتاز للألياف، ومضادات الأكسدة، والمغذيات النباتية، وكل هذه العناصر تساهم في تعزيز الصحة العامة، وفقًا لتقرير نشره موقع “تايمز أوف انديا”

يعتقد البعض أن شرب عصائر الفاكهة الطبيعية يعادل تناول الفاكهة الكاملة، غالبًا ما يُنظر إلى عصائر الفاكهة على أنها خيار صحي، فهي غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى طعمها اللذيذ، لكن الواقع يكشف أنه عندما يتعلق الأمر بصحة الكبد، فإن كوبًا من عصير الفاكهة قد يضر أكثر مما ينفع

تأثير عصائر الفاكهة على صحة الكبد

الكبد عضو حيوي مسؤول عن تنقية الجسم من السموم، واستقلاب العناصر الغذائية، وتخزين الطاقة، الكبد السليم ضروري للصحة بشكل عام، فهو يلعب دورًا أساسيًا في الهضم، والتخلص من الفضلات، وتخثر الدم، الحفاظ على صحة الكبد يتطلب نمط حياة صحي، يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، وتقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والمعالجة، الكبد هو المسؤول عن معالجة كل ما نستهلكه، بما في ذلك السكريات

الفركتوز، وهو نوع من السكر موجود في الفواكه، يتم استقلابه في الكبد، على الرغم من أن الكميات الصغيرة منه يمكن التحكم بها، إلا أن الإفراط في تناوله قد يثقل كاهل الكبد، مما يؤدي إلى تراكم الدهون والتهاب محتمل

ماذا تقول الأبحاث؟

في تحليل لبيانات أكثر من نصف مليون شخص من مختلف القارات، اكتشف باحثون في جامعة بريجهام يونج مؤخرًا أمرًا غير متوقع، اتضح أن السكر المستهلك عبر المشروبات مثل الصودا، وحتى عصير الفاكهة النقي الذي يحتوي على نسبة عالية من الفركتوز الطبيعي، يبدو أكثر ضررًا من السكر الموجود في الأطعمة

أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علوم التغذية في جامعة بريجهام يونج أن هذه هي الدراسة الأولى التي تحدد علاقة واضحة بين كمية السكر المستهلكة من مصادر مختلفة وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأضافت أن هذا يوضح لماذا شرب السكر، سواء من الصودا أو العصير، يمثل مشكلة أكبر للصحة، ووفقًا للدراسة، فإن كل حصة إضافية بحجم ثماني أونصات من عصير الفاكهة يوميًا، بما في ذلك عصير الفاكهة الطبيعي 100%، تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 5%

عصائر الفاكهة

عصائر الفاكهة تعتبر مصدرًا مركزًا للسكر، بعكس الفاكهة الكاملة، عصائر الفاكهة تفتقر إلى الألياف التي تبطئ امتصاص السكر، قد يحتوي كوب واحد من عصير الفاكهة على سكر يعادل عدة حبات من الفاكهة، مما يسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر في الدم، هذا الاندفاع المفاجئ للسكر يجبر الكبد على العمل الإضافي، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، على الرغم من أن عصائر الفاكهة غالبًا ما تعتبر صحية، إلا أن محتواها العالي من السكر والإضافات المحتملة قد يشكل خطرًا على صحة الكبد عند الإفراط في تناولها

العلاقة بين عصير الفاكهة وأمراض الكبد

أظهرت الدراسات وجود صلة بين الإفراط في تناول عصائر الفاكهة وزيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، على سبيل المثال، وجدت دراسة شملت أكثر من 136,000 مشارك أن تناول كميات كبيرة من عصير الفاكهة النقي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي

دور المُحليات الصناعية

لا يقتصر الأمر على الفركتوز الموجود بشكل طبيعي في الفواكه، فعبوات عصير الفاكهة الجاهزة تحتوي على ما هو أكثر من ذلك، عصائر الفاكهة التجارية غالبًا ما تحتوي على سكريات مضافة أو مُحليات صناعية لتحسين الطعم والنكهة، هذه المُحليات قد تزيد من إجهاد الكبد، بعض المُحليات الصناعية ارتبطت بتسمم الكبد واضطرابات التمثيل الغذائي، مما يزيد من الآثار السلبية على صحة الكبد

أضرار عصير الجريب فروت على الكبد

هناك استثناء واحد وهو عصير الجريب فروت، من المعروف أن عصير الجريب فروت يتفاعل مع العديد من الأدوية عن طريق تثبيط إنزيم CYP3A4، وهو الإنزيم المسؤول عن استقلاب الأدوية، هذا التفاعل قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات بعض الأدوية في الدم، مما يزيد من خطر الآثار الجانبية وتسمم الكبد

ليس من الضروري التوقف عن تناول عصائر الفاكهة تمامًا، ولكن الاعتدال هو المفتاح للحفاظ على صحة الكبد والوقاية من مرض السكري، إذا كنت تتناول عصير الفاكهة، فاختر الأنواع الطازجة الخالية من السكريات المضافة، وقلل من الكمية التي تتناولها، تناول العصير كجزء من نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات الكاملة والألياف يساعد في تقليل المخاطر المحتملة على صحة الكبد