عانى إمام عاشور، نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني، من تكرار إصابته في الكتف، حيث أصيب بكسر في عظمة الترقوة خلال مشاركته الأخيرة مع الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية بأمريكا، الملفت أن هذه الإصابة ليست جديدة، بل سبق وتعرض لها اللاعب نفسه في مارس 2024، فهل هناك أسباب طبية، ولماذا تكررت إصابة اللاعب إمام عاشور، في حين يتعرض بعض اللاعبين لالتحامات وصدمات أقوى ولا يتعرضون لهذه الإصابة،
تكرار الإصابات في الملاعب، خاصة في نفس الموضع، أمر شائع بين لاعبي كرة القدم نظرًا لكثرة الالتحامات والضغط البدني والذهني المستمر، وفقًا للدكتور عصام البسطويسي، أستاذ جراحات العظام والمفاصل والعمود الفقري بكلية طب قصر العيني، إلا أن تكرار نفس الإصابة في فترة قصيرة قد يشير إلى وجود خلل في التأهيل أو في استعادة اللياقة الكاملة قبل العودة إلى الملاعب،
يوضح الدكتور عصام أن كسور الترقوة تختلف من حالة لأخرى، فهناك كسر غير متحرك تظل فيه العظمة في مكانها، ويعالج غالبًا باستخدام حامل للذراع مع تجنب الاحتكاك لحين الالتئام، بينما الكسر المتحرك يستدعي تدخلًا جراحيًا لتثبيت العظمة باستخدام شرائح ومسامير،
لماذا تكررت إصابة إمام عاشور؟
على الرغم من أن جميع لاعبي كرة القدم معرضون للإصابة، إلا أن استجابة أجسامهم للإصابة تختلف من لاعب لآخر بشكل ملحوظ، حتى لو تعرضوا لنفس نوع السقوط أو الالتحام،
أسباب تكرار الإصابات بين اللاعبين
هناك عدة أسباب تفسر هذا التفاوت بين اللاعبين، وتتضمن ما يلي:
- الاختلاف في قوة العظام وكثافتها: بعض اللاعبين يتمتعون ببنية عظمية أقوى نتيجة عوامل وراثية أو تغذية سليمة منذ الطفولة، مما يجعل عظامهم أكثر تحملًا للصدمات والاحتكاك،
- التأهيل العضلي حول المفاصل: قوة العضلات المحيطة بالكتف والصدر، ومدى توازنها، يلعب دورًا حاسمًا في حماية العظام من الكسر أثناء السقوط أو التصادم، ضعف هذه العضلات يجعل العظمة معرضة لتحمل الصدمة بالكامل دون وسادة عضلية تمتصها،
- العودة المبكرة بعد الإصابة: في حال لم يحصل اللاعب على الوقت الكافي للشفاء الكامل، يكون عرضة مرة أخرى للإصابة، حيث تكون العظام والأنسجة المحيطة لم تستعد قوتها الكاملة،
- اللياقة البدنية العامة: اللاعب الذي لا يتمتع بلياقة كافية وتوازن عضلي جيد، يكون أكثر عرضة لفقدان السيطرة أثناء الالتحامات أو السقوط، مما يزيد احتمالية الإصابة،
- عوامل غذائية وصحية: مثل نقص فيتامين “د” أو الكالسيوم، أو الإصابة بهشاشة خفية، أو تناول أدوية تؤثر سلبًا على العظام مثل الكورتيزون، كلها قد تضعف العظام وتجعلها قابلة للكسر بسهولة،
مدة الشفاء والتأهيل
عادةً ما يبدأ التحام الكسر بعد حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع، لكن العودة الكاملة تتطلب تأهيلًا عضليًا يمتد من 8 إلى 12 أسبوعًا، وقد تطول المدة في بعض الحالات لتصل إلى ثلاثة أشهر أو أكثر، خاصة إذا كانت بنية اللاعب العظمية أو العضلية ضعيفة، أو كان الكسر شديدًا أو متكررًا،
وفي حالة إمام عاشور، يرى البسطويسي أن العودة الآمنة للملاعب يجب ألا تتم قبل مرور ثلاثة أشهر على الأقل، مع التزام صارم ببرنامج تأهيلي متخصص، يركز على تقوية عضلات الكتف وحول الترقوة، وتحسين التوازن العضلي والميكانيكية الحركية،
أهمية التأهيل لتفادي التكرار
يؤكد البسطويسي أن التأهيل الجيد هو خط الدفاع الأول ضد الإصابات المتكررة، ويشمل ذلك تقوية عضلات الكتف، رفع مستوى اللياقة البدنية، وتحقيق تدرج مدروس في التحميل البدني، كما يُنصح بالتزام اللاعبين ببرامج تأهيل فردية تناسب طبيعة إصابتهم واحتياجاتهم، وتُنفذ تحت إشراف فريق طبي متخصص،
متى تكون العظام أكثر عرضة للكسر؟
تزداد احتمالات الكسور المتكررة لدى الرياضيين إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الكلى والغدة الدرقية، أو في حال وجود نقص في العناصر الغذائية الأساسية كالكالسيوم وفيتامين “د”، وتزداد المخاطر أيضًا لدى من يتناولون أدوية معينة تؤثر على صحة العظام، مثل الكورتيزون أو أدوية المناعة، أو في حالات اضطرابات النوم وسوء التغذية المزمنة،
كيف نحمي اللاعبين من الإصابات المتكررة؟
الوقاية تبدأ من الأساس، فبحسب البسطويسي، يجب على اللاعبين الالتزام بنظام غذائي متوازن وغني بالكالسيوم وفيتامين “د”، بالإضافة إلى اتباع برامج تأهيل عضلي مدروسة، والعودة التدريجية للمباريات بعد الإصابة، كما أن تحسين اللياقة العامة، واحترام فترات الراحة والنوم، والمتابعة الطبية المنتظمة لتقييم الحالة العظمية والعضلية، كلها خطوات أساسية لتقليل خطر الإصابات المتكررة وضمان الاستمرارية في الملاعب،