أكد المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربي على اهتمام الوزارة البالغ باستقطاب المزيد من الاستثمارات وعقد شراكات مثمرة مع مختلف الكيانات الحكومية, وذلك في إطار رؤية الوزارة التي ترتكز على التجديد والتطوير المستمر, وتوطين أحدث التقنيات, وفتح آفاق التعاون مع مختلف القطاعات وعلى رأسها شركات القطاع الخاص, وقد جاء هذا التأكيد خلال زيارة تفقدية قام بها الوزير إلى مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي).
في مستهل الزيارة, عقد الوزير محمد صلاح اجتماعاً موسعاً مع المهندس وفيق مجدي شفيق رئيس مجلس إدارة المصنع, ورؤساء القطاعات المعنية, وبحضور نخبة من مسؤولي الوزارة والهيئة القومية للإنتاج الحربي, وقد تم خلال الاجتماع استعراض آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالمشروعات الجارية والمستقبلية, بالإضافة إلى تحليل البيانات الخاصة بمعدلات الإنتاج, وحجم المبيعات المحقق خلال الفترة الماضية, واستعراض خطط التطوير والتسويق الطموحة, وتقييم موقف توفير مستلزمات الإنتاج الضرورية لضمان استمرار التشغيل بكفاءة, وخلال الاجتماع, اطمأن الوزير على التزام العاملين بتنفيذ خطة الإنتاج اليومية, وتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية بكل دقة, مؤكداً على أن المتابعة الدورية والميدانية لسير العمل في كافة الجهات التابعة, تعد من أهم الأولويات, لضمان التحديد الدقيق لسبل النهوض بالعمل والإنتاج في الشركات والوحدات, وذلك من خلال المتابعة الواقعية للعملية الإنتاجية, وتكوين رؤية واضحة لكل شركة أو وحدة, بهدف تطويرها بما يتناسب مع طبيعة عملها.
عقب الاجتماع, قام وزير الدولة للإنتاج الحربي بجولة تفقدية شاملة في أرجاء المصنع, تضمنت زيارة المعرض الداخلي الذي يضم مجموعة متنوعة من المنتجات العسكرية المصنعة بواسطة عدد من الشركات التابعة, وذلك في إطار استعراض المشروعات البحثية الجديدة التي يعمل المصنع حالياً على تجهيزها, تمهيداً للإعلان عنها خلال العام الجاري, ومن المقرر عرض هذه المنتجات خلال فعاليات المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية “EDEX 2025”, الذي تستضيفه مصر بنهاية العام الجاري, ثم توجه الوزير إلى مبنى الإنتاج الرئيسي, حيث تفقد خط تجميع العربة المدرعة “سينا -200”, بالإضافة إلى خط الإنتاج الجاري تجهيزه بأحدث ماكينات تشغيل منظومة الهاوتزر “K9”, وخلال الزيارة, وجه الوزير بضرورة التأكيد على التزام جميع العاملين بارتداء مهمات الأمان الصناعي في كافة مناطق اللحام والإنتاج بالمصنع, وكذلك المداومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأداء, وتطبيق معايير الجودة الشاملة في جميع مراحل عمليات الإنتاج, والالتزام بالجداول الزمنية المحددة لتنفيذ المشروعات الجارية, كما شدد على أهمية تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة والمراقبة الداخلية في المصنع, والحفاظ على نظافة وترتيب الخلايا التخزينية, والاهتمام ببرامج الصيانة الدورية والالتزام بمواعيدها المحددة, للحفاظ على الحالة الفنية الجيدة لخطوط الإنتاج, وإطالة عمرها الافتراضي, وأكد أيضاً على ضرورة المراجعة الدائمة لخطط الإنتاج, وتقييم موقف المخزون, وتطبيق إجراءات الأمن الصناعي والسيبراني.
أكد الوزير خلال الجولة على الدور الرائد الذي يلعبه المصنع في مجال الصناعات الثقيلة بشقيها العسكري والمدني, والذي بدأ مسيرته في عام 1987 بمنطقة أبو زعبل, موضحاً أن “مصنع 200 الحربي” يعتبر أحد أهم الصروح الصناعية الوطنية في مصر, ومن أضخم مصانع الصناعات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا, ويمثل المصنع مصدراً رئيسياً لإنتاج مختلف المنتجات العسكرية المتطورة, مثل المركبات المدرعة وكباري النقل الثقيلة وغيرها من المنتجات التي تتميز بأعلى معايير الجودة والكفاءة, وإلى جانب ذلك, يضطلع المصنع بدور فعال في الصناعات المدنية الثقيلة, مثل إنتاج الخزانات ذات السعات الكبيرة, والمشاركة الفعالة في تنفيذ المشروعات القومية التي تعود بالنفع على المواطنين, ومن أبرزها مشروع السيارات المتنقلة.
كما اطلع وزير الدولة للإنتاج الحربي, خلال جولته التفقدية, على آخر المستجدات المتعلقة بالموقف التنفيذي لمشروع تحويل عدد 2262 أتوبيساً تابعاً لهيئة النقل العام في محافظتي القاهرة والإسكندرية, للعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من السولار, وذلك بالتعاون مع وزارتي البترول والتنمية المحلية, وإحدى الشركات المتخصصة في صناعة وسائل النقل, وأوضح الوزير أن هذا المشروع يأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية الرشيدة, التي تهدف إلى تطوير منظومة النقل العام, والتحول نحو النقل الأخضر المستدام, وإحلال صناعة المركبات للعمل بمصادر طاقة صديقة للبيئة, بدلاً من الوقود الأحفوري التقليدي, وذلك في ضوء الاكتشافات الحديثة للغاز الطبيعي, وأضاف أن هذا التعاون المثمر يساهم في حماية البيئة من التلوث, وتقليل الاعتماد على الاستيراد, وتوفير العملات الأجنبية, وبالتالي تعزيز الاقتصاد القومي للبلاد.
في ختام الزيارة, حرص وزير الدولة للإنتاج الحربي على عقد لقاء مفتوح مع العاملين بالمصنع, بهدف تشجيعهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء, والارتقاء بمستوى الإنتاجية, وكذلك الاستماع إلى مطالبهم واقتراحاتهم, والتوجيه بدراستها والعمل على حلها في إطار القواعد والقوانين المنظمة, كما وجه الوزير بضرورة السعي الدؤوب لجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة والاستثمار الأجنبي المباشر, خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يشهد فيها العالم تحديات اقتصادية متزايدة, تتطلب منا جميعاً مضاعفة الجهود, والعمل بجدية لمواجهة تداعياتها.
يجدر بالذكر أن من أبرز المنتجات العسكرية التي ينتجها مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع ٢٠٠ الحربي) ما يلي:
- راجمة الصواريخ “رعد 200”.
- المركبة المدرعة “سينا 200”.
وبالإضافة إلى دوره المحوري في مجال التصنيع العسكري, يقوم المصنع بإنتاج العديد من المنتجات المدنية المتنوعة, مثل:
- عربات الطعام المتنقلة.
- خزانات الوقود بمختلف الأحجام.
- الفصول الدراسية المتنقلة.
كما يشارك المصنع بفاعلية في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم الوطن والمواطنين, بالتكامل مع مختلف الجهات الحكومية, وعلى رأسها القطاع الخاص, وذلك من خلال الاستفادة المثلى من الطاقات الإنتاجية المتاحة, ويشارك المصنع في تنفيذ مشروعات النقل الأخضر المستدام, من خلال إنتاج الأتوبيس الكهربائي “SETIBUS”, الذي شارك في فعاليات مؤتمر المناخ COP27 الذي عقد في مدينة شرم الشيخ, وتم تسليم (110) أتوبيس كهربائي لصالح محافظتي القاهرة والإسكندرية, بالإضافة إلى (100) أتوبيس كهربائي لصالح مشروع الأتوبيس الترددي السريع, كما يشارك (200 الحربي) في تنفيذ مشروع تحويل عدد كبير من أتوبيسات النقل العام التابعة لمحافظتي القاهرة والإسكندرية, للعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من السولار, ويضم المصنع أيضاً المجمع النموذجي لإنتاج العبوات الكرتونية الصديقة للبيئة, المصنوعة من ألياف مخلفات أشجار الموز.