شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا تجاوز 1% يوم الاثنين الموافق 16 يونيو، نتيجة لعمليات جني الأرباح بعد فترة من الارتفاعات التي أوصلتها إلى قرب أعلى مستوياتها في ثمانية أسابيع، بينما كانت أنظار السوق متجهة نحو التوترات الجارية بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى اجتماع مجلس الفدرالي الأميركي المرتقب هذا الأسبوع، مما أثر على معنويات المستثمرين.
انخفاض أسعار الذهب الفورية والآجلة
انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1,2% ليصل إلى 3392,86 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياته منذ 22 أبريل، وشهدت الأسعار ارتفاعًا بأكثر من 1% يوم الجمعة الماضي، مما يعكس التقلبات السعرية في السوق.
كما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1% لتصل إلى 3417,30 دولار عند التسوية، مما يؤكد الاتجاه الهبوطي الذي شهده المعدن النفيس في الأسواق العالمية.
تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران
أدت جولة جديدة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران إلى سقوط ضحايا من المدنيين، مما فاقم المخاوف بشأن احتمال اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق، ودعا الجيشان المدنيين في كلا الطرفين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة تحسبًا لأي تصعيد إضافي، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين في المنطقة.
وفي هذا السياق، صرح ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن لدى شركة هاي ريدج فيوتشرز، قائلًا: “ضعوا في اعتباركم أن الذهب ارتفع على مدى الجلسات العديدة الماضية لأسباب على رأسها الصراع بين إسرائيل وإيران، واليوم، نشهد مزيدًا من التراجع، ويرجع ذلك على الأرجح إلى عمليات جني الأرباح بعد تلك الحركة المرتفعة”، مما يوضح تأثير الأحداث الجيوسياسية على أسعار الذهب.
ودعت إيران الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، معتبرةً ذلك السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الجوية المستمرة منذ أربعة أيام، في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على “طريق النصر”، مما يعكس استمرار التوتر وعدم التوصل إلى حل قريب للأزمة.
اجتماع مجموعة الدول السبع والبنك الفدرالي الأميركي
في الوقت نفسه، بدأ قادة مجموعة الدول السبع محادثات سنوية في كندا، حيث من المتوقع أن تتناول القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن يعقد الفدرالي الأميركي اجتماعه بشأن السياسة النقدية يومي 17 و18 يونيو، على أن يُعلَن القرار يوم الأربعاء، وهو ما ينتظره المستثمرون لمعرفة توجهات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة.
وعلى الرغم من التوقعات الواسعة بأن يُبقي الفدرالي على معدلات الفائدة دون تغيير، إلا أن الأسواق تترقب أي إشارات بشأن احتمال خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على قيمة الدولار وأسعار الذهب.
الذهب كملاذ آمن
يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا خلال أوقات الضبابية الجيوسياسية وارتفاع التضخم، حيث يلجأ إليه المستثمرون للحفاظ على قيمة أصولهم في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة، كما يستفيد المعدن النفيس أيضًا من انخفاض أسعار الفائدة لأنه لا يدر عائدًا، مما يجعله أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 36,33 دولار للأونصة، بينما زاد البلاتين بنسبة 2% ليصل إلى 1252,57 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 0,8% إلى 1036,10 دولار.