هل تشعر بالإرهاق المستمر حتى بعد أخذ قسط كافٍ من الراحة؟ ربما يكمن السبب في نظامك الغذائي، فكثير من المشكلات الصحية تنبع من التغذية غير السليمة، وقد يكون الامتناع عن السكر والدقيق هو الحل الأمثل لتقويم عاداتك الغذائية، فحسب تقرير لموقع “تايمز أوف إنديا”، فإن التخلي عن السكر والدقيق، حتى ليوم واحد فقط، قد يكون له فوائد جمة على صحتك،
السكر والدقيق، وهما عنصران أساسيان في العديد من الأنظمة الغذائية العصرية، غالبًا ما يرتبطان بمشكلات صحية متنوعة كالالتهابات وارتفاع مستويات السكر في الدم، إضافةً إلى نقص الطاقة، لذا فإن التخلص منهما، ولو لفترة قصيرة، يتيح للجسم فرصة لإعادة تنظيم وظائفه الحيوية،
إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن هو أساس الصحة الجيدة، فهو يساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة، وتحسين مستويات الطاقة، وتعزيز المزاج، ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على جودة حياتك بشكل عام،
ولكن، ما هي التغيرات التي تطرأ على الجسم عند استبعاد السكر والدقيق من النظام الغذائي لمدة يوم واحد؟
استقرار مستويات السكر في الدم
عند التوقف عن تناول السكر والدقيق، وخاصةً الأنواع المكررة الموجودة في الحلويات والمشروبات الغازية والمخبوزات الجاهزة، يبدأ الجسم في استعادة توازن مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ، والسبب في ذلك هو أن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة تتحول بسرعة إلى جلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم، وهو ما يدفع البنكرياس لإفراز الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن نقل الجلوكوز إلى الخلايا لتوفير الطاقة أو تخزينه، ومع مرور الوقت، قد يؤدي تكرار هذه الارتفاعات إلى مقاومة الأنسولين، والتي تعتبر مقدمة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني،
وعندما يتم استبعاد هذه العوامل، يتحقق استقرار في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تحسين حساسية الجسم للأنسولين،
التخلص من السوائل الزائدة
يؤدي تقليل استهلاك السكر والدقيق إلى استنفاد مخزون الجليكوجين في الكبد والعضلات، والذي يرتبط بكمية كبيرة من الماء، تقدر بحوالي 3-4 جرامات من الماء لكل جرام من الجليكوجين، وفي غضون 24 ساعة، ومع استهلاك الجليكوجين لإنتاج الطاقة، يتم تحرير هذا الماء، مما يقلل من الشعور بالانتفاخ، كما أن انخفاض مستويات الأنسولين يحفز الكلى على التخلص من الصوديوم الزائد، وبالتالي تقليل احتباس السوائل، مما يمنحك إحساسًا بالخفة والانتعاش،
الحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام
إن تناول السكر والدقيق المكرر يؤدي إلى زيادة حادة في مستوى الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالمتعة والمكافأة، مما يسبب الرغبة الشديدة في تناول المزيد من الطعام، بل وقد يصل الأمر إلى نوع من الإدمان الخفيف، إلا أن التوقف عن تناولهما لمدة 24 ساعة يساعد على إعادة توازن نظام المكافأة في الدماغ، وقد تشعر بزيادة في الرغبة الشديدة في البداية، وذلك بسبب تكيف الدماغ مع انخفاض تحفيز الدوبامين، إلا أن هذه المرحلة تشير إلى بداية تقليل الاعتماد على السكر، ويمكن تسهيل هذا التحول عن طريق تناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة،
تخفيف حدة الالتهابات
يعمل السكر والدقيق كوقود لتغذية الالتهابات في الجسم، وذلك عن طريق رفع مستويات السكر في الدم وتغذية البكتيريا الضارة في الأمعاء، ولكن في غضون 24 ساعة من التوقف عن تناولهما، تبدأ الالتهابات في الانحسار تدريجيًا، وذلك مع استقرار مستويات السكر في الدم وانخفاض الإجهاد التأكسدي، كما يتخلص الكبد والكلى من النواتج الثانوية للالتهابات، مما يقلل من الانتفاخ والشعور بضبابية الدماغ،
تعزيز مستويات الطاقة والتركيز
يعتبر كل من السكر والدقيق المكرر من العوامل الرئيسية المسؤولة عن تقلبات الطاقة المفاجئة في الجسم، حيث يتسببان في ارتفاع سريع في مستويات الطاقة يتبعه انخفاض حاد، وذلك نتيجة للارتفاعات والانخفاضات السريعة في مستوى الجلوكوز في الدم، وعند التوقف عن تناولهما لمدة 24 ساعة، يبدأ الجسم في استقرار مستويات الطاقة من خلال الاعتماد على مصادر بديلة مثل الدهون والبروتين، مما يقلل من الشعور بالخمول والكسل في منتصف النهار، ويعزز صفاء الذهن، حيث يحصل الدماغ على إمداد ثابت ومنتظم من الجلوكوز، وهو ما يساعد على زيادة التركيز والانتباه،
من خلال التوقف عن تناول السكر والدقيق لمدة 24 ساعة، يمكنك إعادة ضبط عملية الأيض في جسمك، وإذا استمريت على هذا النحو لبضعة أيام، ستلاحظ تحسنًا ملحوظًا في أداء الجسم بأكمله، ولكن من الضروري استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات جوهرية في نظامك الغذائي، وخاصةً إذا كنت تعاني من أي مشكلات صحية مزمنة،