«عزز قدراتك الذهنية» دراسة تكشف دور هذا المكمل الغذائي في دعم الذاكرة والتركيز

«عزز قدراتك الذهنية» دراسة تكشف دور هذا المكمل الغذائي في دعم الذاكرة والتركيز

تشير أحدث الأبحاث إلى أن تناول مكملات الكرياتين يقدم فوائد صحية جمة، وخاصة للدماغ، من خلال دعم التركيز والذاكرة، فالكرياتين يمد عضلات الجسم بالطاقة اللازمة باستمرار، خاصة أثناء التمارين الشاقة، ولا يقتصر دوره على تخزين الطاقة، بل يعزز السرعة ويحسن الأداء الرياضي، وهو ما أكده تقرير نشره موقع “تايمز أوف إنديا”

ما هو الكرياتين؟

الكرياتين هو مركب طبيعي ينتجه الجسم من الأحماض الأمينية الأرجينين، والجليسين، والميثيونين، ويخزن الجسم حوالي 95% من الكرياتين في العضلات الهيكلية، بينما تتوزع النسبة المتبقية، أي 5%، على الدماغ، والكلى، والكبد، ويساعد الكرياتين في الحفاظ على إمداد مستمر بالطاقة للعضلات أثناء رفع الأثقال أو ممارسة التمارين الرياضية المكثفة، كما يلعب دورًا حيويًا في إنتاج الطاقة عن طريق تسهيل تجديد الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو الناقل الرئيسي للطاقة في الخلايا، وقد أثبتت الدراسات أن تناول مكملات الكرياتين أحادي الهيدرات يزيد من مخزون الكرياتين في العضلات، مما يعزز توفير الطاقة خلال فترات قصيرة من النشاط المكثف

إضافة إلى دوره في تزويد الجسم والعضلات بالطاقة، تبين أن الكرياتين مفيد أيضًا لصحة الدماغ، ورغم أن الكرياتين معروف بفوائده في تحسين الأداء البدني، تشير الأدلة الحديثة إلى أنه قد يسهم أيضًا في تعزيز الوظائف الإدراكية

الكرياتين ووظائف المخ

الدماغ هو عضو يستهلك كمية كبيرة من الطاقة، فهو يحتاج إلى كميات هائلة من ATP لتنفيذ عمليات مثل إطلاق النواقل العصبية، والنشاط المشبكي، ومعالجة المعلومات، وتشير الدراسات إلى أن مكملات الكرياتين يمكن أن تزيد من مستويات الكرياتين في الدماغ، مما قد يحسن الأداء الإدراكي

دور الكرياتين في تعزيز الذاكرة

أظهر تحليل تلوي ومراجعة منهجية لتجارب عشوائية محكومة أن مكملات الكرياتين حسنت أداء الذاكرة بشكل ملحوظ لدى الأفراد الأصحاء، خاصة كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 66 و76 عامًا، وكشف التحليل عن فرق متوسط معياري قدره 0,88، مما يشير إلى حجم تأثير متوسط، وفي المقابل، أظهر الأفراد الأصغر سنًا (11-31 عامًا) تحسنًا طفيفًا، مما يدل على أن الفوائد المعرفية للكرياتين قد تكون أكثر وضوحًا لدى كبار السن

سرعة المعالجة

ارتبط تناول مكملات الكرياتين أيضًا بتعزيز الانتباه وسرعة المعالجة، وأفادت دراسة شملت 492 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 20,8 و76,4 عامًا بتحسن ملحوظ في وقت الانتباه وسرعة معالجة المعلومات بعد تناول مكملات الكرياتين، وكانت هذه التأثيرات أكثر وضوحًا لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا والإناث، مما يسلط الضوء على قدرة الكرياتين على دعم الوظائف الإدراكية لدى مختلف الفئات العمرية

الحماية من التدهور المعرفي

مع التقدم في العمر، قد تتراجع وظيفة الميتوكوندريا وإنتاج ATP في الدماغ، مما يؤدي إلى ضعف الإدراك، وقد يساعد الكرياتين في استقلاب الطاقة على تخفيف هذه الآثار، وأظهرت الأبحاث أن المكملات الغذائية تحسن وظيفة الميتوكوندريا وتحافظ على الأداء الإدراكي لدى كبار السن، مما يشير إلى إمكاناتها كعامل وقائي للأعصاب

آليات العمل

يُعتقد أن الفوائد المعرفية للكرياتين تعزى إلى عدة آليات، هي:

  • إنتاج الطاقة: من خلال زيادة مخزونات فوسفوكرياتين، يعزز الكرياتين عملية تجديد ATP، مما يوفر للخلايا العصبية مصدر طاقة متاحًا بسهولة أكبر
  • تنظيم النواقل العصبية: قد يؤثر الكرياتين على تركيب النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تلعب دورًا في تنظيم الحالة المزاجية والعمليات الإدراكية
  • تقليل الإجهاد التأكسدي: بصفته مضادًا للأكسدة، يساعد الكرياتين على تخفيف الإجهاد التأكسدي، وحماية خلايا المخ من التلف المرتبط بالأمراض العصبية التنكسية
  • تعزيز مرونة الدماغ: قد تعمل مكملات الكرياتين على تعزيز مرونة الدماغ، مما يسهل التعلم والذاكرة من خلال دعم نمو وصيانة الاتصالات العصبية

الآثار الجانبية الشائعة للكرياتين

يعتبر تناول مكملات الكرياتين آمنًا بشكل عام للأشخاص الأصحاء عند الالتزام بالجرعات الموصى بها، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة زيادة الوزن بسبب احتباس الماء، وفي حالات نادرة، اضطراب الجهاز الهضمي، ومع ذلك، يُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء بتناول هذه المكملات، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أو يتناولون أدوية