قدّمت كل من المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي (BII)، وهي المؤسسة الرائدة في المملكة المتحدة في مجال الاستثمار المؤثر والتمويل الإنمائي، بالإضافة إلى البنك الإفريقي للتنمية (AfDB) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) تمويلًا إجماليًا قدره 479.1 مليون دولار أمريكي لصالح شركة أوبيليسك للطاقة الشمسية، وهي شركة مساهمة مصرية تأسست وتملكها شركة “سكاتك” النرويجية المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة.
هدف التمويل
يهدف هذا التمويل إلى دعم تطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 1.1 جيجاوات، بالإضافة إلى نظام متكامل لتخزين الطاقة بالبطاريات بسعة 200 ميجاوات/ساعة، وذلك في منطقة نجع حمادي بجمهورية مصر العربية.
تفاصيل حزم التمويل
يشمل تمويل البنك الإفريقي للتنمية حزمة مالية بقيمة 184.1 مليون دولار أمريكي، تتضمن:
- 125.5 مليون دولار من الموارد الاعتيادية.
- 20 مليون دولار من صندوق الطاقة المستدامة لإفريقيا التابع للبنك.
- 18.6 مليون دولار من صندوق المناخ الكندي التابع للبنك، وهو عبارة عن شراكة بين البنك والحكومة الكندية.
- سيتم توفير 20 مليون دولار إضافية من خلال صندوق التكنولوجيا النظيفة التابع لصناديق الاستثمار المناخي CIF عبر البنك.
بينما يقدم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD حزمة تمويلية تصل قيمتها إلى 173.5 مليون دولار أمريكي، تتضمن:
- 101.9 مليون دولار بضمان حماية من الخسائر الأولى مقدمة من صندوق التنمية المستدامة الأوروبي (EFSD+) لمدة 18 عامًا.
- منحة إضافية بقيمة 6.5 مليون دولار من صندوق المساهمين الخاص بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
أما المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII فتساهم بتمويل قدره 100 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى منحة قابلة للاسترداد بقيمة 15 مليون دولار، مما يساهم في تقليل التكلفة الإجمالية لجزء تخزين البطاريات في المشروع، وجعله أكثر جاذبية للتمويل والاستثمار من قبل القطاع الخاص، مع تقديم نموذج يمكن تكراره في الاستثمارات المستقبلية، ويشترط هذا التمويل تحقيق متطلبات محددة للاسترداد.
حجم التمويل وأهميته
يشكل التمويل المشترك البالغ 479.1 مليون دولار ما يقرب من 80% من إجمالي التكلفة الاستثمارية المقدرة للمشروع، والتي تبلغ 590 مليون دولار.
مراحل تطوير المحطة
سيتم تطوير المحطة المتكاملة للطاقة من قبل شركة “سكاتك” الرائدة في توفير حلول الطاقة المتجددة على مرحلتين، حيث تتضمن المرحلة الأولى:
- 561 ميجاوات من الطاقة الشمسية.
- 100 ميجاوات/200 ميجاوات ساعة من تخزين البطاريات.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذه المرحلة في النصف الأول من عام 2026، أما المرحلة الثانية فتشمل إضافة:
- 564 ميجاوات إضافية من الطاقة الشمسية.
ومن المتوقع تشغيلها في النصف الثاني من عام 2026، وسيتم بيع الطاقة المنتجة بموجب اتفاقية شراء طاقة بالدولار الأمريكي لمدة 25 عامًا مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وتكون مدعومة بضمان سيادي.
أهمية المشروع وتأثيره البيئي
عند اكتمال هذا المشروع، سيصبح الأول من نوعه بهذا الحجم في مصر الذي يجمع بين إنتاج الطاقة الشمسية وتخزينها بالبطاريات، مما يجعله علامة فارقة في مسيرة تحول الطاقة في البلاد، وتسعى مصر جاهدة للوصول إلى نسبة 42% من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لديها بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن تولد محطة الطاقة الشمسية حوالي 3000 جيجاوات/ساعة سنويًا من الطاقة المتجددة الإضافية، مما سيعزز استقرار الشبكة الكهربائية وإدارة الطلب في أوقات الذروة، كما سيساهم المشروع في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 1.4 مليون طن متري سنويًا.
أهداف المشروع
يساهم هذا المشروع في تنويع مصادر الطاقة في مصر وزيادة حصة الطاقة المتجددة، مما يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويدفع بأهداف إزالة الكربون في البلاد.
تصريحات المسؤولين
أكدت شيرين شهدي، مديرة مكتب مصر والمديرة الإقليمية لشمال إفريقيا بالمؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII، أن “تمويلنا لهذا المشروع يعكس التزام المؤسسة بقيادة الجيل القادم من مشروعات البنية التحتية للطاقة المتجددة، لدعم مستقبل مصر المستدام، فمن خلال تزويد الشركات المحلية بطاقة نظيفة، نساهم في دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في مختلف المجتمعات، وذلك استكمالًا لاتفاقنا البالغ 190 مليون دولار لتمويل محطة طاقة الرياح في خليج السويس بقدرة 1.1 جيجاوات، مما يسلط الضوء على دورنا المحوري في دفع عملية التحول في قطاع الطاقة في مصر وشمال إفريقيا”.
في المقابل، صرح والي شونيباري، مدير حلول التمويل والسياسات واللوائح الخاصة بالطاقة في البنك الإفريقي للتنمية (AfDB)، بأن “هذا المشروع يجسد الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة في إفريقيا، ويثبت كيف يمكن للشراكات القوية والحلول المبتكرة تسريع عملية انتقال الطاقة وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، كما يتمتع المشروع بإمكانات كبيرة للتكرار والتنفيذ في جميع أنحاء القارة”.
وأشار هاري بويد-كاربنتر، المدير الإداري للبنية التحتية المستدامة في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، قائلاً: “يسعدنا التعاون مع شركائنا الدائمين سكاتك والبنك الإفريقي للتنمية، والمؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII لدعم هذا المشروع التحويلي، حيث يرتقي هذا المشروع بتحول الطاقة الخضراء في مصر إلى مستوى جديد، إذ يستغل طاقة الشمس نهارًا وليلاً من خلال الدمج بين الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات، بالإضافة لذلك، يعالج المشروع الطلب المتزايد على الكهرباء ويقلل الحاجة لاستيراد الوقود الأحفوري المكلف، كما يساهم في تحقيق أهداف مبادرة نكسس للماء والغذاء والطاقة التي أطلقتها مصر في COP27، والتي يُعد EBRD شريكًا رئيسيًا بها في قطاع الطاقة”.
وعلق تيري بيلسكوج، الرئيس التنفيذي لشركة سكاتك، قائلاً: “يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة في مسيرة سكاتك، ويؤكد قدرتنا على تنفيذ مشروعات هجينة على نطاق واسع، ونحن فخورون بالشراكة مع مؤسسات تمويل التنمية الرائدة لدعم طموحات مصر في مجال الطاقة النظيفة، ونتطلع إلى تنفيذ هذا المشروع الهام مع شركائنا”.
وأكد ستيفانو سانيينو، المدير العام لإدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج بالمفوضية الأوروبية، أن “الاتحاد الأوروبي يطلق آلية ضمان الاستثمار للتنمية بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وهي عبارة عن منصة إستراتيجية تهدف إلى تسريع تنفيذ مشروعات استثمارية ضخمة في مصر، ويمثل هذا المشروع مثالًا ملموسًا على التعاون المثمر بين الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD لدعم التحول الأخضر في مصر من خلال استثمار واسع النطاق، ويتيح الضمان الأوروبي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تقديم تمويلات إلى جانب ممولين آخرين لإيجاد حلول متكاملة ومبتكرة لجذب المستثمرين من القطاع الخاص”.