«فرصة ذهبية لا تعوض» هبوط حاد في أسعار الذهب لجني الأرباح

«فرصة ذهبية لا تعوض» هبوط حاد في أسعار الذهب لجني الأرباح

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا في تعاملات يوم الاثنين نتيجة لعمليات البيع التي تهدف إلى جني الأرباح بعد بلوغ المعدن النفيس أعلى مستوياته في شهرين تقريبًا, هذا الارتفاع السابق جاء مدفوعًا بتصاعد حدة التوترات بين الكيان الصهيوني وإيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار مخاوف بشأن اتساع نطاق الصراع الإقليمي.

سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا بنسبة 0.5% خلال تعاملات اليوم, وذلك بعد أن سجل في بداية الجلسة أعلى مستوى له منذ شهرين عند 3451 دولارًا للأونصة، ثم بدأ في التراجع ليبلغ أدنى مستوى له اليوم عند 3409 دولارات للأونصة, ويتداول حاليًا عند مستوى 3416 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 3440 دولارًا للأونصة.

تمكن الذهب من الحفاظ على تداوله فوق مستوى 3400 دولار للأونصة, مما يشير إلى استمرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير, وقد نشهد اختراقًا للقمة التاريخية عند 3500 دولار للأونصة وتسجيل مستوى قياسي جديد، وفقًا لتقديرات جولد بيليون.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

يعزى ارتفاع أسعار الذهب إلى تصاعد الصراع بين إيران والكيان الصهيوني, والذي تجسد في الهجمات المتبادلة التي بدأت في نهاية الأسبوع الماضي واستمرت خلال العطلة, يمثل هذا الصراع تصعيدًا جديدًا في التوترات بين دول الشرق الأوسط، ويثير مخاوف بشأن احتمال تورط المزيد من القوى الإقليمية.

تركز الاهتمام أيضًا على احتمالية التدخل الأمريكي في هذا الصراع, خاصة بعد تصريح الرئيس دونالد ترامب بأن إدارته تعمل على التوصل إلى اتفاق, ومع ذلك، أشار ترامب أيضًا إلى أن الكيان الصهيوني وإيران قد تضطران إلى “القتال حتى النهاية”, مما يقلل من فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار وشيك.

أشار تحليل جولد بيليون إلى أن عمليات البيع لجني الأرباح التي شهدتها بداية تداولات الأسبوع لا تعني بالضرورة نهاية الاتجاه الصاعد, بل تدخل ضمن نطاق التصحيح السلبي، مع بقاء الاتجاه الصاعد هو السائد في الوقت الحالي.

اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي

تتجه أنظار الأسواق المالية هذا الأسبوع نحو اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي, الذي من المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء, وسيتركز الاهتمام بشكل خاص على تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول بشأن مسار أسعار الفائدة, لا سيما في ظل وجود مؤشرات على تباطؤ التضخم والنمو الاقتصادي.

شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا في بداية الأسبوع, وذلك بعد تسجيلها أعلى مستوى لها في ستة أشهر بسبب التوترات الجيوسياسية الحالية, بالإضافة إلى التوقعات بإمكانية إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر شريانًا حيويًا لحركة الطاقة العالمية.

كان لارتفاع أسعار النفط الخام دور في زيادة الدعم الذي حصل عليه الذهب خلال الأسبوع الماضي, حيث أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يزيد من الضغوط التضخمية على الاقتصاد العالمي, وبالتالي يزداد الإقبال على الذهب كملاذ آمن ضد التضخم.

أعلن البنك المركزي الصيني عن قيامه بعملية شراء جديدة للذهب في شهر مايو, وذلك للشهر السابع على التوالي, حيث أضاف 1.9 طنًا إلى احتياطاته من الذهب, التي تبلغ حاليًا 2296 طنًا, وهو ما يعادل 6.7% من إجمالي أصول النقد الأجنبي لدى الصين.

في المقابل, شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب في الصين خسائر بقيمة 3.3 مليار يوان صيني (461 مليون دولار أمريكي) في شهر مايو, وهو أول تدفق شهري للخارج منذ شهر يناير, وقد انخفض إجمالي الأصول المدارة إلى 153 مليار يوان صيني (21 مليار دولار أمريكي), مع انخفاض حيازاتها بمقدار 4.6 طن لتصل إلى 198 طنًا.

أسعار الذهب في مصر

انخفض سعر الذهب في مصر خلال تعاملات اليوم, وذلك بالتزامن مع انخفاض سعر الذهب العالمي, مما قلل من قوة الزخم الصعودي ودفعه إلى التراجع, خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي شهده خلال اليومين الماضيين أثناء إغلاق السوق العالمي.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الاثنين عند مستوى 4920 جنيهًا للجرام, ليتداول وقت كتابة هذا التقرير عند مستوى 4890 جنيهًا للجرام, وكان قد ارتفع يوم أمس بمقدار 45 جنيهًا ليغلق عند مستوى 4940 جنيهًا للجرام, بعد أن افتتح تداولات الأمس عند 4895 جنيهًا للجرام.

يأتي تراجع سعر الذهب المحلي اليوم بعد ارتفاع كبير خلال اليومين الماضيين, نتيجة للمخاوف من نشوب حرب بين إيران والكيان الصهيوني وتأثيرها الإقليمي المحتمل, بالإضافة إلى ارتفاع آخر في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.

تسببت التوترات في زيادة خروج الأجانب من أدوات الدين المصرية بشكل جزئي, مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار, وبالتالي ارتفع سعر صرفه مقابل الجنيه, وكان هذا عاملًا داعمًا لارتفاع سعر الذهب المحلي, الذي يعتمد في تسعيره على سعر صرف الدولار في البنوك.

أوضح تحليل جولد بيليون أن الارتفاع في السعر كان مبالغًا فيه, خاصة مع عدم وجود زيادة في الطلب المحلي على الذهب خلال هذه الفترة, وأن الارتفاع قد يكون ناتجًا عن تسعير الدولار بأعلى من قيمته في البنوك, بسبب توقعات البعض بإمكانية استمراره في الصعود خلال الأيام القادمة.

توقعات أسعار الذهب

تراجع سعر الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع بسبب عمليات البيع لجني الأرباح, وذلك بعد الارتفاع الكبير الذي شهده خلال الأسبوع الماضي بسبب التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط, مما زاد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

انخفض الذهب المحلي خلال تداولات اليوم بعد ارتفاع كبير خلال الأيام الماضية, ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض سعر الذهب العالمي, بينما يظل معدل التراجع في السعر محدودًا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه, وهو ما يدعم تسعير الذهب محليًا.

تمكن الذهب العالمي من الاستقرار فوق مستوى 3400 دولار للأونصة, ويسعى الآن إلى اكتساب المزيد من الزخم الصاعد ليتمكن من اختراق منطقة المستوى 3450 دولارًا للأونصة, واستهداف قمته التاريخية عند 3500 دولار للأونصة.

أما عن السعر المحلي:

  • ارتفع الذهب المحلي عيار 21 ليخترق مستوى 4900 جنيه للجرام مع بداية هذا الأسبوع.
  • يحاول الاستقرار فوق هذا المستوى والاقتراب من المستوى النفسي 5000 جنيه للجرام.
  • فقد الزخم الصاعد بشكل سريع ليتراجع اليوم في محاولة للاستقرار فوق المستوى 4900 جنيه للجرام.