كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد كارولينسكا في السويد، أن التجارب المؤلمة في الطفولة ترفع خطر الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة لاحقًا في الحياة، حيث تزيد النسبة إلى 79% مقارنةً بمن لم يعانين من قسوة الطفولة,
الدراسة التي نشرها موقع “US news” أوضحت أن التهاب بطانة الرحم يصيب ما يقارب امرأة من كل عشر في سن الإنجاب حول العالم، ويتسبب في آلام مزمنة في الحوض، والتهابات، وتندبات، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى العقم,
في هذا السياق، يجدر بنا أن نتساءل ما هي تفاصيل هذه الدراسة المهمة، وما هي أبرز النتائج التي توصلت إليها، وكيف يمكن لهذه النتائج أن تغير فهمنا لمرض بطانة الرحم وتأثير الطفولة على صحة المرأة,
تفاصيل الدراسة
خلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل العوامل الوراثية والهرمونية والجهاز المناعي، ولاحظوا وجود صلة بين الصعوبات التي يواجهها الأطفال والصحة على المدى الطويل، بما في ذلك الألم المزمن ومشاكل المناعة,
تتبعت الدراسة بيانات أكثر من 1,3 مليون امرأة في السويد ولدن بين عامي 1974 و2001، واستخدمت سجلات البيانات لفحص المحن التي مروا بها، والتي شملت أمراضًا عقلية للوالدين، وضغوطًا مالية، وأبوة في سن المراهقة، بالإضافة إلى العنف والإساءة, تم تشخيص إصابة حوالي 24 ألف امرأة في المجموعة بمرض بطانة الرحم,
كما بحثت الدراسة فيما إذا كانت هؤلاء النساء قد تعرضن لتحديات مختلفة في طفولتهن، مثل نشأتهن مع والد يعاني من مرض نفسي، أو اضطراب تعاطي المخدرات، أو إعاقة ذهنية، أو إذا كان أحد الوالدين مراهقًا، أو إذا كانت هناك مشاكل مالية في الأسرة، أو التعرض للعنف، أو وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين,
باستخدام تصميم المجموعة الرجعية، تتبع الفريق كيفية ارتباط ضغوط الحياة المبكرة بتشخيصات مرض بطانة الرحم لاحقًا، مع تعديل عوامل مثل سنة الميلاد، وتعليم الوالدين، ومكان الإقامة لتقليل أي تحيز محتمل,
نتائج الدراسة
توصل الباحثون إلى أن النساء اللواتي عانين من نوع واحد على الأقل من الشدائد، كن أكثر عرضة بنسبة 20% للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، ويزداد هذا الخطر مع زيادة عدد التجارب السلبية التي مروا بها,
أوضحت ماريكا روستفال، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أنه كلما زادت التجارب السلبية في الطفولة، ارتفع خطر الإصابة بالمرض، وارتفع الخطر إلى 60% بين أولئك الذين لديهم 5 عوامل سلبية أو أكثر، وكان أقوى ارتباط هو التعرض للعنف، حيث كان احتمال تشخيص هؤلاء النساء بمرض بطانة الرحم أعلى بمرتين,
تدعم هذه النتائج مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن الأحداث التي تقع في مرحلة الطفولة يمكن أن تؤثر على الصحة بعد عقود، وفي هذه الحالة، قد تزيد الشدائد المبكرة من خطر الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي من خلال التأثير على كيفية تعامل الجسم مع الالتهاب أو استجابته للألم,
أحد التفسيرات المحتملة لذلك هو أن التوتر خلال الطفولة يمكن أن يؤثر على الجهاز المناعي، مما قد يمنعه من القضاء على أنسجة بطانة الرحم بشكل فعال، كما أن الصدمة خلال الطفولة يمكن أن تؤثر على حساسية الجسم للألم، مما قد يؤدي إلى زيادة الألم وبالتالي زيادة احتمالية تشخيص بطانة الرحم,