تظهر الدراسات بوضوح كيف يؤثر التوتر والقلق سلبًا على جودة النوم ويضعف الذاكرة، وهذا الأمر بالغ الأهمية لطلاب الثانوية العامة، الذين يمرون بفترة الامتحانات النهائية، حيث يجب عليهم السعي للتخلص من التوتر والقلق المزمنين اللذين قد يؤثران على أدائهم الدراسي والامتحاني، ويسببان صعوبات في النوم واسترجاع المعلومات، وهو ما يؤكده تقرير موقع “Earth.com”
لقد كرس الباحثون سنوات طويلة لدراسة الأسباب الكامنة وراء تأثير التوتر على مواعيد النوم، وكيف يمكن أن يضعف قدرتنا على تذكر المعلومات الضرورية في اليوم التالي، غالبًا ما ينشغل عقلنا بأمور مرهقة ليلًا ونهارًا، مما يؤثر على روتيننا اليومي ويجعلنا نشعر بأننا محاصرون
ووفقًا لدراسة أجراها باحثون من جامعة بنسلفانيا، بهدف استكشاف المسارات العصبية التي قد تتأثر بالتوتر وما يترتب على ذلك من اضطرابات في النوم والذاكرة، يتبين أنه عندما يؤثر التوتر على الدماغ، فإنه لا يؤثر فقط على ردود الفعل العاطفية، بل يحدث تغييرات هيكلية ووظيفية في الدماغ، وتعتبر النواة البطينية في منطقة ما تحت المهاد (PVN) إحدى المناطق الرئيسية المتأثرة، فهي تساعد الجسم على الاستجابة للتهديدات عن طريق إرسال الإشارات وإطلاق الهرمونات، هذا التأثير يؤدي إلى تعطيل أنماط النوم الطبيعية ويمنع تكوين الذاكرة الصحية
العلاقة بين التوتر والنوم والذاكرة
درس علماء الأعصاب تأثيرات تحفيز النهايات العصبية البطينية الجانبية، واكتشفوا ارتباطها بمنطقة الوطاء الجانبي (LH)، التي تنظم الجوع واليقظة، ويشير الباحث الرئيسي للدراسة إلى أن تنشيط الخلايا العصبية CRHPVN يضعف أداء الذاكرة ويزيد من اليقظة، بينما تثبيط هذه الخلايا العصبية أثناء التوتر والإجهاد يحسن الذاكرة ويعزز دورة النوم الصحية
لا يقتصر تأثير التوتر على اضطراب النوم فحسب، بل يمتد ليشمل إضعاف الذاكرة أيضًا، فعندما تكون خلايا PVN نشطة، يحدث خلل في الذاكرة، وهذا يشير إلى أن أي خلل في منطقة تحت المهاد يؤثر على الطريقة التي يخزن بها الدماغ المعلومات
يعتمد الدماغ على إيقاع دقيق من دورات النوم والاستيقاظ وروتينات تعزيز الذاكرة، والتي يبدو أن خلايا CRH في PVN تعطلها، وينتج عن ذلك تعطيل أنماط الراحة الطبيعية، ومنع معالجة الذاكرة بكفاءة، مما قد يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على الوضوح العقلي والتوازن العاطفي
نصائح لطلاب الثانوية العامة للتعامل مع القلق والتوتر والإجهاد خلال فترة الامتحانات
التعامل السليم مع التوتر والإجهاد يحسن أنماط النوم، وبالتالي يكون للراحة والنوم لساعات كافية تأثير إيجابي على القدرة على المذاكرة وتذكر المعلومات، ويمكن للطلاب ممارسة بعض التقنيات البسيطة جدًا لتخفيف التوتر والقلق في الامتحانات
- ممارسة تقنية التنفس العميق من أجل الاسترخاء بجانب التأمل ولو لدقائق معدودة
- النوم في غرفة هادئة مظلمة بعيدًا عن الإضاءة العالية والهواتف المحمولة يمكن أن يعزز جودة النوم
ويمكن أيضًا تناول مشروبات من الأعشاب والمكونات الطبيعية في الليل للمساعدة على النوم والتقليل من مشروبات الكافيين مثل القهوة والشاي، والحفاظ على الترطيب خاصة في الطقس الحار من خلال شرب ما يكفي من الماء والسوائل الطبيعية