قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بزيارة تفقدية لمصنع شركة “بيتي” الرائدة في صناعة منتجات الألبان، وهي إحدى الشركات التابعة للمراعي، ويقع المصنع في الكيلو 75 على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، بمنطقة النوبارية، ورافقه خلال الزيارة في محافظة البحيرة كل من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، وعلاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة،
وكان في استقبال رئيس الوزراء والوفد المرافق له كل من كريس عبود، مدير عام شركة بيتي، والمهندس معتز العمراوي، مدير المصنع، والمهندس محمود دويدار، مدير عام العمليات والمصانع بالشركة،
أكد رئيس الوزراء، فور وصوله إلى المصنع، على اهتمام الحكومة المستمر بتقديم الدعم الكامل للقطاع الخاص، خاصة في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى التي توليها الدولة اهتمامًا خاصًا، مثل الصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، وذلك بهدف تحقيق أقصى استفادة من هذه القطاعات الأربعة، وتعزيز الإنتاج والصادرات المصرية، بما يتماشى مع أهداف الدولة الاستراتيجية،
أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة تعمل جاهدة على تنفيذ خطتها لزيادة مشاركة القطاع الخاص في إجمالي الاستثمارات الحكومية، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 65% خلال الفترة القادمة، وأكد على أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتطوير مراكز تجميع الألبان، وأن مشاركة القطاع الخاص في هذا المجال ستساهم بشكل كبير في تعزيز هذه الصناعة الحيوية،
من جانبه، رحب كريس عبود، مدير عام شركة بيتي، برئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق، وقدم عرضًا تفصيليًا عن شركة “بيتي”، مبينًا أنها إحدى شركات المراعي، وتُعد من كبرى الشركات المنتجة للألبان والعصائر والزبادي في مصر، بفضل علاماتها التجارية المعروفة، وأشار إلى أن شركة بيتي تأسست عام 1998، وتقوم بتشغيل منشأة متكاملة ومؤتمتة بالكامل في منطقة النوبارية بمحافظة البحيرة، بالإضافة إلى مقرها الرئيسي في مدينة القاهرة الجديدة، ومكاتب مبيعات تضم أكثر من 33 مركز توزيع على مستوى الجمهورية، وأكثر من 110 آلاف نقطة بيع، وقد شهدت قاعدة الموردين المحليين زيادة ملحوظة، حيث تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية،
أضاف كريس عبود أن إجمالي استثمارات الشركة في مصر يتجاوز 6 مليارات جنيه مصري، وأن المصنع يوفر أكثر من 6 آلاف فرصة عمل، سواء مباشرة أو غير مباشرة، للعاملين المصريين بنسبة 100%، كما تهدف الشركة إلى زيادة حجم استثماراتها خلال السنوات الثلاث القادمة ليصل إلى 7 مليارات جنيه،
بعد ذلك، قام الدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق بجولة في المصنع، اطلعوا خلالها على مختلف مكوناته ومراحل الإنتاج، وأشار المهندس محمود دويدار، مدير عام العمليات والمصانع بالشركة، إلى أن المصنع يمتد على مساحة 120 فدانًا، تشغل المباني 20% منها، ويضم 28 خط إنتاج تعتمد أحدث التقنيات العالمية، وأوضح أن المصنع ينتج أكثر من 100 منتج مختلف يتم توزيعها في الأسواق المحلية والدولية، ويبلغ حجم الإنتاج السنوي 535 مليون لتر، تشمل 220 مليون لتر من الحليب، و230 مليون لتر من العصائر، بالإضافة إلى 85 مليون كيلوجرام من الزبادي، كما تسعى الشركة لإنتاج 100 ألف طن من الجبن سنويًا، واستعرض الإنجازات التي حققتها الشركة منذ تأسيسها عام 1998 وحتى عام 2025، حيث فازت بجائزة “أثر للاستدامة” تقديرًا لدورها الريادي في مجال الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية،
خلال تفقده لصالات إنتاج الزبادي والجبن والعصائر والألبان، استمع رئيس مجلس الوزراء إلى شرح تفصيلي من المهندس معتز العمراوي، مدير المصنع، حول معايير الجودة المطبقة في شركة “بيتي”، وأكد أن الشركة ملتزمة بأعلى معايير سلامة الغذاء والجودة، تحت شعار “جودة تستحق الثقة”، وقد استثمرت الشركة أكثر من 30 مليون جنيه لتوفير أحدث التقنيات التحليلية لضمان جودة المنتجات التي تقدمها لعملائها، مما يعكس التزامها بتقديم منتجات صحية وآمنة بأعلى مستويات الجودة، وتقوم “بيتي” بإجراء أكثر من 11 مليون تحليل سنويًا، بالإضافة إلى أكثر من 7000 ساعة من عمليات التدقيق لضمان سلامة الغذاء، وتنفيذ أكثر من 1000 حملة تفتيش ورقابة ذاتية سنويًا للتحقق من الالتزام بالمعايير الصارمة،
في السياق ذاته، أوضح مسؤول المصنع أن “بيتي” مُدرجة في القائمة البيضاء للهيئة الوطنية لسلامة الغذاء، وكذلك في القائمة البيضاء للهيئة السعودية للغذاء والدواء، وحصلت على شهادة نظام سلامة الغذاء (FSSC 22000)، بالإضافة إلى شهادات الأيزو ISO 9001 لعام 2015، وISO 14001 لعام 2015، وISO 45001 لعام 2018، وشهادة ISO 17025 المعتمدة، كما حصلت على تقييمات AIB العالمية بمعدلات 950 و955، مما يعزز من سلامة المنتجات واستدامة العمليات الإنتاجية،
تطرق مسؤولو المصنع أيضًا إلى استراتيجية “بيتي” في مجال الاستدامة، والتي تقوم على ثلاثة محاور رئيسية هي:
- رعاية الإنسان،
- حماية البيئة،
- وتطوير منتجات آمنة،
بهدف إحداث تأثير إيجابي ومستدام في المجتمعات، وفيما يتعلق برعاية الإنسان، أوضح المسؤولون أن الاستراتيجية تعتمد على تطوير بيئة العمل الداخلية من خلال تمكين المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتوفير التدريب اللازم لتهيئة بيئة عمل أفضل، بالإضافة إلى الاهتمام برفاهية الموظفين، وقد تجسد ذلك في زيادة نسبة الموظفات بنسبة 58٪ خلال العام الماضي، وتمثيل المرأة في المناصب الإدارية العليا بنسبة 21٪،
فيما يخص حماية البيئة، أشار المسؤولون إلى أن شركة “بيتي” تدير أكبر محطة للطاقة الشمسية مرتبطة بالشبكة في قطاع الأغذية والمشروبات في مصر، وتمتد على مساحة تزيد عن 91,500 متر مربع، بقدرة 7.6 ميجاوات، وتغطي حوالي 20% من احتياجات المصنع من الطاقة، كما ساهمت الشركة بمبلغ 40 مليون جنيه مصري لدعم إنشاء أول محطة لخفض ضغط الغاز الصناعي في محافظة البحيرة، مما أتاح لسبعة مصانع التحول من استخدام الوقود التقليدي إلى الغاز الطبيعي، الذي يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 30% في المتوسط، كما تدير “بيتي” أكبر محطة لمعالجة الصرف الصناعي في قطاع الألبان والعصائر في مصر، بقدرة 3,200 متر مكعب يوميًا، مما يساهم في الاستغلال الأمثل للموارد المائية،
إضافة إلى ذلك، قامت شركة “بيتي” بزراعة 6,500 شجرة داخل المصنع، وخصصت 256 ألف متر مربع من المساحات الخضراء مقابل 210 آلاف متر مربع من المباني، وتعتمد الشركة على مصادر محلية لتوريد 67% من المواد الخام ومواد التعبئة والتغليف، كما تدعم أكثر من 100 مزرعة صغيرة ومتوسطة من خلال توفير أكثر من 450 ساعة تدريب سنويًا، تنظمها أكاديمية “بيتي”، بهدف تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الفاقد،
جدير بالذكر أن شركة بيتي تقوم بتصدير منتجاتها من مصر إلى أكثر من 45 دولة حول العالم، بما في ذلك فرنسا، وكندا، وموريتانيا، والصومال، وأستراليا، وقد بلغت قيمة صادراتها في عام 2024 حوالي 44 مليون دولار، وتتطلع الشركة إلى التوسع في أسواق جديدة في عام 2025، مثل كوت ديفوار، وغانا، والمغرب، وتونس، والصين، وأوزبكستان، وسيشل، ونيجيريا، كما تستهدف الشركة دخول أسواق جديدة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، ودول رابطة الدول المستقلة، وقارة آسيا،