في إطار زيارته لمحافظة البحيرة، قام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بتفقد مستشفى وادي النطرون التخصصي اليوم، ورافقه في الجولة الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، وذلك في إطار اهتمام الدولة بتطوير المنظومة الصحية في مختلف المحافظات، وتوفير أفضل الخدمات الطبية للمواطنين.
فور وصول رئيس الوزراء إلى المستشفى، استمع إلى عرض تفصيلي قدمه الدكتور خالد عبدالغفار حول الخريطة الصحية لمحافظة البحيرة، حيث أوضح أن المحافظة تضم 75 مستشفى مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، وتوفر رعاية شاملة للمرضى، وأشار الوزير إلى أن إجمالي عدد الأسرة في المستشفيات يبلغ 5418 سريرًا، بما في ذلك 865 سرير رعاية مركزة مخصصة للكبار والأطفال، بالإضافة إلى ذلك، تضم مستشفيات المحافظة 32 بنك دم لتوفير الدم ومشتقاته، و274 غرفة عمليات مجهزة لإجراء مختلف الجراحات، و1124 ماكينة غسيل كلوي لتلبية احتياجات مرضى الفشل الكلوي، و470 جهاز تنفس صناعي لمساعدة المرضى الذين يعانون من صعوبات التنفس، و774 حضّانة أطفال لتقديم الرعاية اللازمة للمواليد الجدد.
وأضاف نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، أن البنية التحتية للرعاية الصحية في البحيرة تشمل أيضًا 456 وحدة ومركز رعاية أساسية منتشرة في أنحاء المحافظة، و140 سيارة إسعاف مجهزة لنقل المرضى، و75 نقطة إسعاف لتوفير خدمات الطوارئ، كما تتوفر 74 جهاز أشعة مقطعية لتشخيص الأمراض بدقة، و13 جهاز “ماموجرام” للكشف المبكر عن سرطان الثدي، و25 جهاز أشعة رنين مغناطيسي لتصوير الأعضاء الداخلية.
وأشار إلى أن محافظة البحيرة تحظى بكفاءات طبية متميزة، حيث يعمل بها ما يزيد على 4 آلاف طبيب متخصص في مختلف المجالات، و2753 طبيب أسنان لتقديم خدمات علاج الأسنان، و4879 صيدلي لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، ونحو ألف طبيب علاج طبيعي لمساعدة المرضى على استعادة وظائفهم الحركية، بالإضافة إلى 15154 فرد تمريض لتقديم الرعاية التمريضية، و2853 من فنيي الأشعة والمعامل والكيميائيين لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة.
واستعرض “عبدالغفار” أيضًا بيانًا تفصيليًا يوضح توزيع المستشفيات الحكومية في مختلف المراكز بمحافظة البحيرة، لضمان سهولة الوصول إلى الخدمات الصحية لجميع المواطنين، وتناول الوزير موقف إنجاز المبادرات الرئاسية في المحافظة خلال الفترة من يوليو 2024 حتى مايو 2025، مؤكدًا حرص الدولة على تنفيذ هذه المبادرات لتحسين صحة المواطنين.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور خالد عبدالغفار أن مبادرة اكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع قد استفاد منها 101871 مواطنًا، مما يعكس اهتمام الدولة بصحة السمع، وقدمت مبادرة الأنيميا والتقزم خدماتها لـ729943 مواطنًا، بهدف الحد من انتشار هذه الأمراض، بينما استفاد 603365 مواطنًا من مبادرة اكتشاف وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر للاعتلال الكلوي، وذلك للكشف عن الأمراض المزمنة في مراحلها المبكرة وتوفير العلاج اللازم.
وذكر أن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية قدمت خدماتها لـ769900 مواطنًا، للكشف عن الأورام السرطانية في مراحلها المبكرة وزيادة فرص الشفاء، أما مبادرة دعم صحة المرأة المصرية فقد استفادت منها 874966 مواطنة، لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرأة المصرية، واستفادت 44507 مواطنة من مبادرة صحة الأم والجنين، لضمان سلامة الأم والجنين خلال فترة الحمل والولادة، وقدمت مبادرة فحص ما قبل الزواج خدماتها لـ97248 مواطنًا ومواطنة، لضمان صحة المقبلين على الزواج.
كما استعرض نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، المشروعات التي تم الانتهاء منها في قطاع الصحة منذ عام 2014 حتى عام 2025، والتي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 885 مليون جنيه، وأشار إلى أن هذه المشروعات ساهمت في تطوير البنية التحتية للقطاع الصحي وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وعرض أيضًا المشروعات الجاري تنفيذها، والتي تشمل مستشفيات: بدر المركزي وأبو حمص وحوش عيسى والأمراض الصدرية بدمنهور ومركز صحة وتنمية الأسرة البساتين ومبرة كفر الدوار وإنشاء مبنى العيادات الخارجية والتأهيل الحركي بمعهد دمنهور، بالإضافة إلى عدد من المشروعات الأخرى، وتقدر القيمة الإجمالية للمشروعات الجاري تنفيذها بنحو 4 مليارات جنيه، مما يعكس اهتمام الدولة بتطوير القطاع الصحي وتوفير التمويل اللازم لذلك.
بعد ذلك، استمع رئيس الوزراء إلى شرح تفصيلي حول مستشفى وادي النطرون التخصصي وتجهيزاتها المتطورة، بالإضافة إلى خطط التوسع المستقبلية، وقدم الشرح الدكتور بسام الجوهري مدير عام المستشفى.
وفي هذا الصدد، أوضح “الجوهري” أن المستشفى يقع في الكيلو 101 على طريق الإسكندرية-القاهرة الصحراوي، ويتميز بموقعه الاستراتيجي الذي يجعله سهل الوصول إليه، وأضاف أن المستشفى يمتد على مساحة أرض تبلغ 23 ألف متر مربع، بينما تقع المباني على مساحة 4 آلاف متر مربع.
وأشار مدير عام المستشفى إلى أن المستشفى يضم 38 سريرًا داخليًا لاستقبال المرضى، و16 سرير رعاية مركزة لتقديم الرعاية للمرضى ذوي الحالات الحرجة، و16 سرير طوارئ لاستقبال الحالات الطارئة، و6 حضّانات لتقديم الرعاية للمواليد الجدد، و15 وحدة غسيل كلوي لتلبية احتياجات مرضى الفشل الكلوي.
وذكر أن المستشفى يضم فريقًا طبيًا متميزًا يتكون من 106 أطباء في مختلف التخصصات لتقديم الرعاية المتخصصة للمرضى، و102 صيدلي لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، و10 أطباء أسنان لتقديم خدمات علاج الأسنان، و8 أطباء علاج طبيعي لمساعدة المرضى على استعادة وظائفهم الحركية، و238 فرد تمريض لتقديم الرعاية التمريضية اللازمة.
وأوضح أن التخصصات الطبية المتوفرة في المستشفى تشمل الباطنة والجراحة والنساء والتوليد والأطفال والرمد والعظام والمخ والأعصاب والجلدية والأسنان والغسيل الكلوي والعلاج الطبيعي والأشعة والمعامل، لتلبية احتياجات المرضى المختلفة.
وأشار إلى أن المستشفى يشارك بفعالية في تنفيذ المبادرات الرئاسية المختلفة، ويساهم في تحقيق أهدافها، واستعرض معدل مساهمة المستشفى في عدد من المبادرات منذ بدئها وحتى شهر إبريل 2025، وأوضح أن المستشفى قدم خدماته لـ1167 مريضًا ضمن مبادرة القضاء على الفيروسات الكبدية، مما يساهم في الحد من انتشار هذه الأمراض، وقدم خدماته لـ1790 حالة ضمن مبادرة العيادات المسائية، لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين في أوقات مختلفة، وقدم خدماته لـ246 مريضة ضمن مبادرة صحة المرأة، لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرأة المصرية، وقدم خدماته لـ 100 حالة ضمن مبادرة الأورام السرطانية، للكشف عن الأورام السرطانية في مراحلها المبكرة.
بعد ذلك، توجه رئيس الوزراء لتفقد وحدة الطب عن بُعد في مستشفى وادي النطرون التخصصي، وهي وحدة متطورة تستخدم أحدث التقنيات لتقديم الاستشارات الطبية عن بُعد، وأشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى وجود 300 وحدة طب عن بُعد في أقسام الحوادث والطوارئ، حيث يتم ربط ومتابعة الحالات مع مستشفيات بعيدة، لتوفير الرعاية الصحية للمرضى في المناطق النائية.
وخلال الزيارة، شاهد الدكتور مصطفى مدبولي آلية متابعة إحدى الحالات مع أحد الأطباء في الخارج من خلال وحدة الطب عن بُعد، مما يعكس أهمية هذه التقنية في تحسين جودة الرعاية الصحية.
وأكد “عبدالغفار” أن هذه الخدمة تلعب دورًا حيويًا في تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتحقيق التكامل بين المؤسسات الطبية، وأضاف أن الخدمة تساهم في تعزيز الربط العلمي بين الجامعات الطبية والمؤتمرات العلمية، مما يرفع مستوى الأداء ويعزز جودة الخدمات الطبية المقدمة.
وأوضح الوزير أن القطاع الصحي في مصر قد شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، بفضل جهود الدولة لتطوير البنية التحتية للقطاع، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وأشار إلى أن جائحة كورونا كان لها دور في تسريع الاعتماد على التكنولوجيا الطبية الحديثة، وخاصة وحدات التشخيص والعلاج الطبي عن بُعد، حيث ساهمت هذه التقنية بشكل فعال في تحسين جودة الخدمات الصحية، وخاصة في المناطق النائية، بالإضافة إلى تعزيز الترابط بين وحدات الرعاية الأساسية والمستشفيات الجامعية، مما ساعد في تقديم رعاية طبية أكثر كفاءة وسرعة.
وتابع وزير الصحة والسكان أن وحدات التشخيص عن بُعد قد لعبت دورًا محوريًا في تخفيف الازدحام في المستشفيات، من خلال توفير الاستشارات الطبية عن بُعد، مما ساهم في تقليل الاختلاط بين المرضى والحد من فرص انتشار العدوى، وأكد الوزير أن هذه الوحدات قد ساهمت في الوصول إلى المرضى في المناطق النائية، وخاصة في المحافظات التي تعاني من نقص في التخصصات الطبية الدقيقة، حيث مكنت المرضى من الحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال دون الحاجة إلى السفر لمسافات طويلة.
وأكد “عبدالغفار” أن هذه الخدمة تساهم بشكل كبير في تسهيل المتابعة المستمرة لحالات العزل المنزلي، حيث تمكن الأطباء من متابعة المرضى عن بُعد وتقديم التوجيهات الطبية اللازمة، مما ساهم في تخفيف الضغط على المستشفيات، وأضاف أن هذه الخدمة تعزز كفاءة الكوادر الطبية من خلال توفير التدريب والاستشارات بين الأطباء في مختلف المستشفيات عبر تقنيات الاتصال الحديثة، وأشار إلى أن هذه الخدمة قد ساهمت في تقليل تكاليف السفر والعلاج، حيث لم يعد المرضى بحاجة إلى الانتقال لمسافات طويلة للحصول على استشارات طبية متخصصة، وأكد الوزير أن هذه الخدمة تلعب دورًا هامًا في تعزيز القدرة على التعامل مع الأمراض المزمنة من خلال المتابعة المستمرة للمرضى عن بُعد، مثل مرضى السكري وأمراض القلب.
كما قام رئيس الوزراء بتفقد قسم الغسيل الكلوي في المستشفى، واطلع على التجهيزات الحديثة التي يوفرها القسم لمرضى الفشل الكلوي، وأشار مدير عام المستشفى إلى أن القسم يعمل بطاقة 21 ماكينة غسيل كلوي و15 سريرًا، ويقدم خدماته على مدار 3 ورديات يوميًا، لتلبية احتياجات المرضى.
وخلال تفقده قسم الغسيل الكلوي، استمع رئيس الوزراء إلى بعض المطالب التي عرضها المرضى، والتي تهدف إلى تسهيل حصولهم على العلاج، وعلى الفور، وجه الدكتور مصطفى مدبولي بتلبية جميع مطالب مرضى الغسيل الكلوي في المستشفى، وتوفير كل ما يلزم لتقديم أفضل خدمة طبية لهم.
بعد ذلك، توجه الدكتور مصطفى مدبولي لتفقد قسم الطوارئ والحوادث، واطلع على التجهيزات الطبية الحديثة التي يضمها القسم، وأوضح الدكتور بسام الجوهري أن هذا القسم يضم 16 سرير طوارئ، ويستقبل الحوادث على مدار اليوم، ويتميز بتجهيزه بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، بالإضافة إلى توفر جميع التخصصات الطبية والجراحية الدقيقة.
وفي ختام جولته في مستشفى وادي النطرون، تمت مناقشة إمكانية التوسع في المستشفى من خلال استغلال قطعة أرض مجاورة للمستشفى، وذلك بهدف استيعاب المزيد من الحالات التي تحتاج إلى العلاج في التخصصات المختلفة، وتوفير أفضل الخدمات الطبية للمواطنين.