
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، أطلق الدكتور أحمد سمير فرج، رئيس جهاز حماية المستهلك السابق، نداءً وطنيًا للمصريين، داعيًا إلى الوحدة خلف القيادة السياسية، وإظهار الوعي والمسؤولية الوطنية لمواجهة التحديات الحالية دون تكبد خسائر,
وأضاف الدكتور أحمد سمير فرج قائلاً: “رسالة إلى كل مصري غيور على وطنه، في هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم والمنطقة، يصبح ترشيد الاستهلاك واجبًا وطنيًا، وليس مجرد رفاهية أو خيار”,
### التحدي يكمن في سلاسل التوريد، لا في الاحتياطي
أوضح الدكتور فرج أن تأخر وصول بعض الشحنات من السلع الأساسية والمواد البترولية ليس بسبب نقص في المخزون، فمصر لديها احتياطيات استراتيجية كافية، بل بسبب ظروف لوجستية خارجة عن السيطرة، مثل الاضطرابات في ممرات الشحن الدولية وبطء حركة التجارة نتيجة للنزاعات القائمة,
وأشار إلى أن الحفاظ على هذه الاحتياطيات لأطول فترة ممكنة يتطلب وعيًا شعبيًا وتكاتفًا وطنيًا لتقليل الاستهلاك غير الضروري وعدم الضغط على الموارد المتاحة,
### دور المواطن في حماية الوطن
حدد رئيس جهاز حماية المستهلك السابق أبرز الطرق التي يمكن للمواطنين من خلالها المساهمة بفعالية في دعم اقتصاد بلادهم,
* ترشيد استهلاك الكهرباء: عن طريق إطفاء الأجهزة غير الضرورية، والاستفادة من الإضاءة الطبيعية، واستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة,
* الاعتدال في استهلاك السلع الأساسية: بشراء الاحتياجات الضرورية فقط وتجنب التخزين الزائد الذي يؤدي إلى نقص في المعروض,
* ترشيد استخدام السيارة: بتقليل الرحلات، واستخدام وسائل النقل الجماعي أو المشترك عند الإمكان,
* الترشيد في جوانب الحياة كافة: بدءًا من استخدام المياه وصولًا إلى أنماط الاستهلاك اليومية في المنازل وأماكن العمل,
### الفوائد المباشرة لترشيد الاستهلاك
أكد الدكتور فرج أن فوائد الترشيد لا تقتصر على الدولة فقط، بل تعود بالنفع على الفرد أيضًا، سواء من خلال إدارة الموارد الشخصية أو تقليل النفقات, وتشمل هذه الفوائد ما يلي:
* حماية الاحتياطي الاستراتيجي للدولة من النضوب,
* تخفيف العبء على الاقتصاد الوطني ودعم جهود الحكومة في توزيع الموارد بشكل عادل,
* المساهمة في استقرار السوق المحلية ومنع الاحتكار,
* تعزيز روح التضامن والمسؤولية المجتمعية في مواجهة الأزمات,
* تقليل الإنفاق الأسري وتحسين إدارة الدخل اليومي,
واختتم الدكتور أحمد سمير فرج تصريحه قائلًا: “ترشيد الاستهلاك في الوقت الحالي ليس مجرد سلوك حكيم، بل هو موقف وطني نبيل يعكس وعي المواطن المصري وإدراكه العميق لدوره في حماية موارد وطنه في هذه المرحلة الحرجة، فمصر قوية بشعبها، وصامدة بوعي أبنائها”,
ودعا إلى استمرار هذا الشعور الوطني في التعامل مع أي تحديات مستقبلية، مؤكدًا أن الأزمات تُعبر بسلام عندما يكون الشعب جزءًا من الحل، وليس عبئًا على الدولة,