«ارتفاع مستمر» أسعار النفط تتصاعد مع التوترات الإسرائيلية الإيرانية ومخاوف الإمداد

«ارتفاع مستمر» أسعار النفط تتصاعد مع التوترات الإسرائيلية الإيرانية ومخاوف الإمداد

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم السبت الموافق 14 يونيو 2025، وذلك نتيجة لتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إثر التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي أثار مجددًا المخاوف حيال استقرار إمدادات الطاقة من أحد أهم الممرات النفطية في العالم،

سجل خام برنت صعودًا ملحوظًا متجاوزًا حاجز 88 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ليصل إلى 84,2 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات منصات التداول العالمية، وسط إقبال على الشراء مدفوع بتوقعات بانخفاض المعروض في حال امتد نطاق الصراع إلى دول مجاورة أو أثر على حركة الملاحة في مضيق هرمز الحيوي،

مضيق هرمز يُعتبر بمثابة شريان أساسي لتصدير النفط من منطقة الخليج العربي إلى الأسواق العالمية، حيث يمر من خلاله ما يقرب من خُمس حجم الاستهلاك العالمي من النفط الخام، وأي تهديد لتدفق النفط من هذه المنطقة غالبًا ما يؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار نتيجة للقلق من نقص الإمدادات وزيادة تكاليف النقل والتأمين،

تصاعدت حالة الترقب في الأسواق مع تزايد التحذيرات من احتمال فرض عقوبات جديدة أو توسيع نطاق النزاع ليشمل مرافق نفطية إيرانية أو بنى تحتية إسرائيلية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إشعال موجة مضاربات جديدة في أسواق الطاقة العالمية، وأشارت بعض التقارير إلى أن شركات الشحن بدأت بالفعل في إعادة تقييم مساراتها البحرية، وذلك في ظل تنامي المخاطر التشغيلية،

توقعات بصعود إضافي

أكد محللون من جهتهم أن أسعار النفط قد تستمر في الارتفاع على المدى القريب إذا استمرت التوترات دون وجود مسار دبلوماسي واضح لتهدئة الأزمة، وأشاروا إلى أن الأسواق تتفاعل في الوقت الحالي مع عامل الخوف أكثر من تفاعلها مع العوامل الأساسية الفعلية، وهو ما يزيد من حدة التقلبات في الأسعار،

تأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية للاقتصاد العالمي، الذي يواجه بالفعل تباطؤًا في النمو ومعدلات تضخم مرتفعة، الأمر الذي يجعل ارتفاع أسعار الطاقة عامل ضغط إضافي على السياسات النقدية والأسواق المالية، ويعيد إلى الأذهان مخاوف من حدوث “ركود تضخمي” على غرار ما شهدته الأسواق في أزمات سابقة،