«من وحي منال رستم» : تسلق الجبال يمثل تحديًا ذهنيًا بنسبة 70% وجهدًا بدنيًا بنسبة 30%

«من وحي منال رستم» : تسلق الجبال يمثل تحديًا ذهنيًا بنسبة 70% وجهدًا بدنيًا بنسبة 30%

في فعالية ملهمة، استضافت مكتبة الإسكندرية، من خلال قطاع المكتبات، العداءة ومتسلقة الجبال المصرية، والناشطة في مجال حقوق المرأة، منال رستم، في محاضرة بعنوان “الصعود إلى القمة: رحلة تحدٍّ وإلهام”، وقد أدارت هذا اللقاء المثير الأستاذة دينا يوسف، رئيس قطاع المكتبات بالمكتبة، لتسليط الضوء على مسيرة ملهمة ومليئة بالتحديات.

شهدت المحاضرة حضورًا لافتًا وإقبالًا كبيرًا من الجمهور، حيث شاركت رستم تجربتها الرياضية الاستثنائية، وما واجهته من صعاب وتحديات في رحلتها نحو القمة.

أوضحت رستم أنها على الرغم من دراستها للصيدلة، إلا أن شغفها بالإعلام والرياضة كان الدافع الأكبر لها، وقادها في نهاية المطاف إلى ممارسة الرياضة باحتراف، وذكرت أنها بدأت في ألعاب القوى منذ صغرها، ثم اكتشفت شغفها بتسلق الجبال في عام 2007، بعد لقاء تلفزيوني مع عمر سمرة، مشيرة إلى الصعوبات التي واجهتها في البداية، بسبب الصورة النمطية بأن هذه الرياضة حكر على الرجال فقط.

وذكرت أن جبل سانت كاترين كان أول قمة تطأها قدماها، ومن هنا بدأ إدراكها بأنها تطمح إلى تسلق جبال أعلى وأكثر تحديًا، لتنطلق بعدها في رحلة تسلق جبل كليمنجارو.

كما تحدثت رستم عن أهم التدريبات التي يخضع لها متسلقو الجبال، وكيفية الاستعداد الأمثل لهذه الرياضة، لافتة إلى وجود شبكة واسعة من المتسلقين العرب، بالإضافة إلى ظهور أسماء واعدة من مصر في هذا المجال.

وأشارت إلى أنها استطاعت إكمال سلسلة سباقات الماراثون العالمية الستة الكبرى، إلا أنها تعرضت للعديد من الإصابات نتيجة رياضة الجري، ما جعلها تركز جهودها حاليًا على تسلق الجبال، وتطمح إلى إتمام تسلق القمم السبع الأعلى في العالم.

وأكدت أن العمر ليس عائقًا أمام ممارسة الرياضة، مشيرة إلى أن متوسط أعمار ممارسي رياضة تسلق الجبال يبلغ 40 عامًا، وأن الجانب الذهني يمثل 70% من متطلبات هذه الرياضة، بينما يشكل الجانب البدني 30% فقط.

كما أوضحت أن رياضة كرة القدم والألعاب الأولمبية تحظى باهتمام كبير في مصر، لكن يجب الالتفات أيضًا إلى رياضة تسلق الجبال، خاصة مع وجود مناطق جبلية متميزة في مصر تستحق الاستكشاف.

وتطرقت إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه متسلقي الجبال، وأهمية الاستعداد الجيد من خلال التدريب البدني المكثف، وتوفير المعدات اللازمة، بالإضافة إلى التدريب على التأقلم مع الارتفاعات الشاهقة، وتحمل درجات الحرارة المنخفضة على قمم الجبال.

وأشارت إلى أن النصيحة الأهم التي يمكن تقديمها للأجيال الشابة، هي أن يقتدي كل شخص بنموذج ملهم، وأن يبحث عن مرشد يدعمه في تحقيق أهدافه، مع ضرورة اختيار دائرة داعمة من الأفراد، يشاركهم فيها أحلامه وطموحاته.

الجدير بالذكر أن منال رستم ولدت وترعرعت في الكويت، ثم أكملت دراستها في الصيدلة بجامعة الإسكندرية، وقد حققت العديد من الإنجازات الرياضية البارزة، ففي عام 2022، أصبحت أول مصرية تتسلق قمة جبل إيفرست، وفي عام 2023، أتمت سباقات الماراثون العالمية الستة الكبرى في لندن، طوكيو، بوسطن، برلين، شيكاغو، ونيويورك، لتصبح أول امرأة مصرية تحقق هذا الإنجاز، كما تسلقت جبالًا شاهقة أخرى، مثل جبل مونت بلانك في أوروبا، وجبل كليمنجارو في تنزانيا، بالإضافة إلى كونها أول سفيرة رياضية لشركات رياضية عالمية.

وإلى جانب اهتماماتها الرياضية، تولي منال رستم اهتمامًا كبيرًا بالقضايا الاجتماعية، حيث قادت بعثات نسائية إلى معسكر قاعدة إيفرست وجبل كليمنجارو، بهدف تعزيز قيم التسامح، كما جمعت تبرعات كبيرة لمستشفيات سرطان الأطفال، ودعمت مبادرات الاستدامة في أفريقيا، وقد حظيت بتقدير عالمي واسع، نظرًا لتأثيرها الإيجابي في المجتمع، وفي عام 2020، اختارتها مجلة “فوربس” ضمن قائمة أقوى 50 امرأة في أفريقيا، وفي عام 2021، أُدرج اسمها في قائمة “أرابيان بيزنس” للنساء الأكثر تأثيرًا في العالم العربي.