شهد ميناء الإسكندرية حدثًا بارزًا باستقبال السفينة WAN HAI 311 التابعة للخط الملاحي التايواني WAN HAI LINE، الذي يعتبر من بين أكبر الشركات العالمية المتخصصة في نقل الحاويات، بأسطول يزيد عن 120 سفينة ويغطي خدماته أكثر من 90 دولة حول العالم، مما يعزز مكانة الميناء كوجهة رئيسية للتجارة العالمية.
يأتي هذا الإنجاز نتيجة لجهود مكثفة من هيئة الميناء بالتعاون مع شركة وكالة الخليج مصر المحدودة وشركة الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع، اللتين قامتا باستقبال السفينة على الرصيف رقم 25 المخصص لها، بهدف توسيع شبكة الشحن وتوفير خدمات لوجستية متكاملة، مما يسهم في تعزيز التجارة وتسهيل حركة البضائع.
تُعد هذه المرة الأولى التي تُفعّل فيها الشركة التايوانية رحلاتها إلى ميناء الإسكندرية، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة من كبرى الشركات البحرية في جاهزية الميناء وقدرته التنافسية، مما يشجع المزيد من الشركات العالمية على الاستفادة من خدماته المتميزة.
تم اتخاذ كافة الترتيبات الفنية والتنسيقية اللازمة لاستقبال السفينة WAN HAI 311، التي تبلغ حمولتها الكلية 27,800 طن وطولها 213 مترًا، لتؤكد الهيئة مجددًا قدرتها على مواكبة النمو المتسارع في حركة التجارة العالمية، وتوفير الدعم اللازم لعمليات الشحن والتفريغ بكفاءة عالية.
وفي إنجاز آخر لا يقل أهمية، استقبل ميناء الإسكندرية أيضًا السفينة العملاقة MAERSK HONG KONG لأول مرة، والتي تُعد الأكبر من نوعها التي ترسو على أرصفة ميناء الإسكندرية حتى اليوم، بحمولة إجمالية تبلغ نحو 154,000 طن، وطول يتجاوز 353 مترًا، وغاطس يصل إلى 16,7 متر، وقد تم إرساؤها بأحد أرصفة محطة تحيا مصر متعددة الأغراض، في تأكيد جديد على قدرات البنية التحتية الحديثة بالميناء، وقدرته على استقبال السفن العملاقة.
جاء استقبال السفينة MAERSK HONG KONG بعد أقل من عشرة أيام فقط من استقبال الهيئة لسفينة الحاويات العملاقة MSC ANNA بميناء الدخيلة، ما يعكس تسارع وتيرة الإنجازات البحرية وتعاظم جاذبية موانئ الإسكندرية أمام كبريات شركات الشحن في العالم، ويؤكد على مكانة الميناء كمركز حيوي للتجارة البحرية.
اتصالاً بذلك، كانت الهيئة العامة لميناء الإسكندرية قد استعدت مسبقًا لاستقبال السفينة العملاقة، حيث اتخذت كافة الإجراءات الاستباقية اللازمة بمجرد تلقيها الإخطار بجدول رسو السفينة MAERSK HONG KONG في الميناء، وقامت إدارات الحركة والخدمات البحرية بتقديم كافة أشكال الدعم الفني والتشغيلي أثناء عمليات القطر والإرشاد، بما يضمن أعلى مستويات الاحترافية والكفاءة، حيث حرص المرشدون وأطقم الإرشاد والوحدات البحرية التابعة للهيئة على تأمين ملاحة السفينة منذ دخولها نطاق الميناء وحتى إتمام عملية التراكي والرباط بأعلى درجات الأمان، كما تم مراقبة كافة مراحل الوصول والرسو عبر المنظومات الفنية المتقدمة ببرج الإرشاد، مما ساهم في إنجاز عملية التراكي بسلاسة وفي وقت قياسي.
تؤكد الهيئة العامة لميناء الإسكندرية أن استقطاب مثل هذه الكيانات الملاحية العملاقة يمثل علامة فارقة في تطوير المنظومة اللوجستية المصرية وتعزيز قدرة الموانئ الوطنية على المنافسة إقليميًا ودوليًا، كما يعكس هذا النجاح تكامل الجهود بين الهيئة والشركاء من القطاعين العام والخاص، في سبيل تحقيق أهداف الدولة في جعل مصر مركزًا عالميًا للتجارة والخدمات البحرية.