في صباح يوم الجمعة الموافق 13 يونيو 2025، انطلقت قافلة دعوية مشتركة، ضمت نخبة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، متوجهة إلى مساجد محافظة شمال سيناء، وتحديدًا مناطق الشيخ زويد، الجورة، ورفح (2)، وذلك في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين المؤسسات الدينية الكبرى في مصر، لخدمة المجتمع وتعزيز قيمه السمحة.
تأتي هذه المبادرة المباركة برعاية كريمة من فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومعالي الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وسماحة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، بهدف أساسي وهو ترسيخ القيم الوطنية الأصيلة، ونشر الوعي الديني الصحيح المستنير، ومواجهة الأفكار المغلوطة والمتطرفة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار، وذلك من خلال خطاب ديني موحد، يتسم بالوسطية والاعتدال الذي هو جوهر ديننا الحنيف.
تتألف القافلة الدعوية المشتركة من 20 عالمًا وواعظًا من كبار الشخصيات الدينية، بينهم سبعة علماء أجلاء من الأزهر الشريف، وعشرة من علماء وزارة الأوقاف الموقرة، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، هذا الجمع المبارك يتوحد لإيصال رسالة سامية إلى أهالي شمال سيناء الأبطال، تحت عنوان مؤثر وعميق: “الأوطان ليست حفنة من تراب”، هذه الرسالة تلقي الضوء الساطع على قدسية الأوطان وعظمتها، ومكانتها الرفيعة في الدين الإسلامي الحنيف، وتؤكد على ضرورة الحفاظ عليها بكل غال ونفيس، والعمل الدؤوب على تنميتها وازدهارها، والدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة.
لقد قام أعضاء القافلة بإلقاء خطب الجمعة المؤثرة، وتقديم الدروس الدينية القيمة، وتنظيم الندوات التوعوية الهادفة داخل المساجد التي زاروها، مؤكدين بكل قوة وإيمان على أن حب الوطن هو جزء لا يتجزأ من الإيمان الراسخ، وأن الدفاع عن ترابه الطاهر هو واجب شرعي مقدس، وقد تفاعل المواطنون الكرام بشكل إيجابي وملحوظ مع مضمون الخطب والدروس، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه المناطق العزيزة، الأمر الذي يعكس الأهمية القصوى لوجود هذا النوع من التواصل الديني والاجتماعي الفعال، لتعزيز الانتماء الصادق والولاء الوطني العميق.
وقد أكد المشاركون الأفاضل من المؤسسات الدينية الثلاث العريقة، أن هذه القافلة المباركة تأتي ضمن سلسلة متواصلة من القوافل التي ستتوالى تباعًا خلال الفترة المقبلة بإذن الله، وذلك في إطار خطة شاملة ومدروسة، تهدف إلى تكثيف الوجود الدعوي والتوعوي في مختلف مناطق شمال سيناء الغالية، وتقديم الدعم الروحي والمعنوي اللازم لأهالي هذه المحافظة الصامدة الصابرة، تأكيدًا قاطعًا على اهتمام الدولة المصرية بكافة ربوع الوطن الحبيب، وبخاصة المناطق الحدودية التي تمثل خط الدفاع الأول عن مصرنا الغالية.