
مع اقتراب انطلاق النسخة الموسعة من بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، تتزايد الانتقادات والمخاوف بشأن مدى نجاح البطولة في ظل اعتراضات حادة من عدة أطراف فاعلة في عالم كرة القدم، هذا الحدث الرياضي الضخم يواجه تحديات جمة قبل أن يبدأ فعليًا، مما يثير تساؤلات حول مستقبله واستقبال الجماهير له.
على الرغم من الترويج المكثف من قبل الفيفا للبطولة كمشروع طموح يضم 32 فريقًا للمرة الأولى، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بمعارضة شديدة من قبل الدوريات الكبرى، وعلى رأسها رابطة الليجا الإسبانية بقيادة خافيير تيباس، بالإضافة إلى اتحاد اللاعبين المحترفين فيفبرو، كما لوّح لاعبون بارزون مثل رودري بالإضراب احتجاجًا على ضغط جدول المباريات، هذه المعارضة المتزايدة تلقي بظلال من الشك على نجاح البطولة واستمراريتها.
مشاكل تنظيمية وتسويقية وحماس مفقود
لا يقتصر الجدل على المعارضة المؤسسية والشخصية، بل يمتد ليشمل مشاكل تنظيمية وتسويقية تهدد بتقليل الحضور الجماهيري، فالحماس المحلي في المدن الأمريكية المستضيفة يبدو محدودًا، مما دفع الفيفا إلى تقديم خصومات كبيرة على أسعار التذاكر تصل إلى 80% في بعض المباريات، ومع ذلك، لم تُحدث هذه الخصومات تغييرًا جذريًا في الإقبال، مما يعكس تحديات كبيرة في جذب الجماهير وتحقيق النجاح التسويقي المنشود.
غياب الأندية الكبرى واللاعبين المؤثرين
أثار نظام التأهل انتقادات واسعة، حيث يمنع مشاركة أكثر من فريقين من نفس الدولة ويعتمد فقط على نتائج آخر أربع سنوات، هذا النظام أدى إلى غياب أندية كبرى مثل برشلونة، مانشستر سيتي، ويوفنتوس، إضافة إلى نجوم عالميين مثل محمد صلاح وكريستيانو رونالدو ولامين يامال، هذا الغياب يقلل من جاذبية البطولة ويؤثر على مستوى المنافسة المتوقع، مما يزيد من التحديات التي تواجه الفيفا في تحقيق أهدافها.
- غياب الأندية الكبرى يقلل من المنافسة
- عدم مشاركة النجوم العالميين يؤثر على الجاذبية الجماهيرية
- نظام التأهل يثير الجدل والانتقادات
الاضطرابات السياسية
تتعقد الأمور أكثر مع وجود اضطرابات سياسية في بعض المدن المستضيفة مثل لوس أنجلوس، وتزامن ذلك مع ظهور شخصيات مثيرة للجدل على الساحة مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، هذه العوامل السياسية تزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بالبطولة وتلقي بظلالها على قدرة الفيفا على تنظيم حدث ناجح ومستقر، فالاستقرار السياسي والأمني يعتبران عنصرين أساسيين لنجاح أي حدث رياضي كبير.
بين التحديات السياسية والرياضية، تدخل البطولة اختبارًا حقيقيًا أمام أنظار العالم، وفي الوقت نفسه تشير التقارير إلى نية الفيفا لتوسيع البطولة مجددًا بحلول عام 2029، حتى قبل انطلاق النسخة الحالية، هذا التوسع المستمر يثير تساؤلات حول قدرة الفيفا على إدارة هذه التحديات وضمان نجاح البطولة على المدى الطويل.