شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بالإقبال المتزايد على المعدن الأصفر كملاذ استثماري آمن، في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، والانخفاض الذي شهده سعر صرف الدولار الأمريكي، وذلك بالتزامن مع انتظار المستثمرين لإشارات جديدة تتعلق بمسار السياسة النقدية التي يتبعها البنك الفيدرالي الأمريكي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة “آي صاغة”,
ارتفاع الأسعار في السوق المحلية
أفاد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” المتخصصة في تجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، بأن أسعار الذهب في السوق المحلية قد سجلت قفزة ملحوظة تقدر بنحو 55 جنيهًا مصريًا، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى مستوى 4720 جنيهًا، مقارنةً بسعره في بداية تعاملات يوم أمس الذي بلغ 4665 جنيهًا,
الأوقية تصعد عالميًا
على الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنحو 27 دولارًا أمريكيًا، لتصل إلى مستوى 3380 دولارًا أمريكيًا,
وأشار إمبابي إلى أن سعر عيار 24 قد سجل حوالي 5394 جنيهًا، في حين بلغ سعر عيار 18 نحو 4046 جنيهًا، أما عيار 14 فقد سجل حوالي 3147 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 37760 جنيهًا,
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية كانت قد ارتفعت بقيمة 10 جنيهات خلال تعاملات يوم أمس الأربعاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4665 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4675 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بقيمة 29 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3324 دولارًا، واختتمت التعاملات عند 3353 دولارًا,
الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات
يأتي هذا الارتفاع في ظل حالة من الترقب تسود الأسواق، حيث أشارت تقارير إعلامية، أبرزها تقرير لقناة NBC، إلى أن إسرائيل تدرس إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى الإقبال على الذهب باعتباره أحد أهم الأدوات التي يمكن الاعتماد عليها للتحوط في أوقات الأزمات,
كما ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تضمنت تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة، في زيادة حالة التوتر التي تشهدها الساحة الاقتصادية العالمية، مما عزز من ارتفاع أسعار المعدن النفيس,
وأوضح إمبابي أن الذهب قد استفاد أيضًا من التراجع الملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي، وذلك عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت تباطؤًا نسبيًا في وتيرة ارتفاع الأسعار، وهو الأمر الذي قد يمنح البنك الاحتياطي الفيدرالي مساحة للمناورة من أجل خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام,
وتشير البيانات الصادرة عن مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي إلى أن التضخم السنوي في شهر مايو قد ارتفع إلى 2,4%، وهو ما يتوافق مع توقعات السوق، في حين استقر معدل التضخم الأساسي عند 2,8%، وهو الأمر الذي اعتبره المراقبون بمثابة دليل على انحسار الضغوط التضخمية، مما يعزز من موقف الأعضاء داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذين يدعون إلى تبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا,
وفي الوقت نفسه، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي في وقت لاحق من اليوم، وسط توقعات بأن يسجل المؤشر زيادة سنوية بنسبة 2,6%، مقارنةً بـ 2,4% في شهر أبريل، مع استقرار المعدل الأساسي عند 3,1%، وتعتبر هذه البيانات حاسمة في تحديد توجهات البنك المركزي الأمريكي خلال اجتماعه المقبل المقرر عقده يومي 17 و18 يونيو,
وعلى الجانب الأوروبي، أصدر البنك المركزي الأوروبي تقريره السنوي حول العملة الموحدة، مشيرًا إلى أن احتياطات البنوك المركزية من الذهب قد بلغت حوالي 36 ألف طن، وهو مستوى يقترب من ذروة ما قبل نظام بريتون وودز، في إشارة إلى استمرار البنوك المركزية في تعزيز مقتنياتها من الذهب، وهو الأمر الذي يدعم استقرار الأسعار على المدى القريب,
وفي ضوء هذه التطورات، يظل الذهب مدعومًا بمجموعة من العوامل الداعمة، والتي تبدأ من التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار، وصولًا إلى التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بواقع 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، مما يعزز النظرة الإيجابية تجاه المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة,