«يا ترى!» استقرار العقود المستقبلية للأسهم الأمريكية بعد أول خسارة لـ”إس آند بي 500″

«يا ترى!» استقرار العقود المستقبلية للأسهم الأمريكية بعد أول خسارة لـ”إس آند بي 500″

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات ليلة الأربعاء الموافق 11 يونيو، وذلك بعد أن سجل مؤشر S&P 500 أول تداولات سلبية له في آخر أربع جلسات، مما يشير إلى حالة من الترقب والهدوء الحذر في السوق.

تأتي هذه التطورات في ظل ترقب المستثمرين لمجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة والتطورات التجارية العالمية، مما يزيد من أهمية تحليل أداء الأسواق وتقييم المخاطر المحتملة.

انخفاض العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية

سجلت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 0.1%، مما يعكس بعض الضغوط البيعية على الأسهم الكبرى، كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر Nasdaq المركب، وهو ما يشير إلى ضعف في قطاع التكنولوجيا، وهبطت العقود الآجلة لمؤشر Dow Jones الصناعي 44 نقطة، أو بنحو 0.1% أيضًا، مما يدل على تراجع طفيف في أسهم الشركات الصناعية الكبرى.

ارتفاع أسهم أوراكل بعد تجاوز التوقعات

خلال تعاملات ما بعد جلسة التداول العادية، ارتفعت أسهم شركة أوراكل Oracle بأكثر من 7%، بعد أن تجاوزت نتائجها المالية للربع الرابع من العام المالي التوقعات للإيرادات والأرباح، مما يعكس ثقة المستثمرين في أداء الشركة وقدرتها على تحقيق نمو مستدام.

توقعات بنمو أعمال الحوسبة السحابية

أشارت الشركة إلى توقعات المزيد من النمو في أعمالها في مجال الحوسبة السحابية، وذكرت في بيان لها أن إيرادات البنية التحتية السحابية سترتفع بأكثر من 70% في السنة المالية 2026، مقارنة بمعدل نمو بلغ 50% في السنة المالية السابقة، وهذا يعكس التوجه المتزايد نحو الحوسبة السحابية وأهمية هذا القطاع في تحقيق النمو المستقبلي للشركة.

أداء وول ستريت المتقلب

يأتي ذلك بعد جلسة تداول في وول ستريت شهدت تقلبات في نطاق محدود، وأنهى مؤشر S&P 500 سلسلة مكاسبه التي استمرت ثلاثة أيام، لينخفض بنحو 0.3%، وكذلك مؤشر Nasdaq المركب الذي انخفض بنسبة 0.5%، بينما استقر مؤشر Dow Jones الصناعي، مما يشير إلى تباين في أداء القطاعات المختلفة وتأثرها بعوامل متعددة.

مؤشر S&P 500 قريب من مستواه القياسي

في حين أن خسائر اليوم لا تزال محدودة، إلا أن مؤشر S&P 500 على بعد أقل بقليل من 2% من مستواه القياسي الذي سجله في أواخر فبراير، وهذا يعكس قوة السوق وقدرته على التعافي السريع من أي تراجعات طفيفة.

ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك بأقل من المتوقع

جاءت تحركات المؤشرات خلال جلسة التداول العادية بعد ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع في شهر مايو/ أيار، وذلك مع تسجيله زيادة بنسبة 0.1% على أساس شهري وهو أقل من توقعات Dow Jones البالغة 0.2%، كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة، بأقل من المتوقع، مما يشير إلى تباطؤ محتمل في التضخم.

تحليل Wells Fargo للتضخم

قال كبير استراتيجيي السوق العالمية في Wells Fargo، سكوت رين، لقناة CNBC يوم الأربعاء: “لا أعتقد أن السوق لديه ثقة كبيرة في أننا لن نرى ارتفاعاً – ولو طفيفًا – في التضخم”، معبراً عن قلقه بشأن استمرار الضغوط التضخمية على الرغم من البيانات الأخيرة.

توقعات ببعض التقلبات والتراجع

وأضاف رين: “مع كل ما يحدث الآن، من تباطؤ الاقتصاد وتوقع تباطؤ نمو الأرباح، ووجود الكثير من مفاوضات التجارة التي لم تُحسم بعد، فهل هناك فعلاً سبب وجيه لمحاولة بلوغ مستويات قياسية جديدة؟ لا أعلم بشأن ذلك، من المنطقي بالنسبة لي أن نشهد بعض التقلبات وربما تراجعاً بسيطاً في الوقت الحالي”، محذرًا من التفاؤل المفرط في ظل التحديات الاقتصادية والتجارية الحالية.

مؤشر أسعار المنتجين في مايو

يتطلع المستثمرون في الوقت الحالي إلى قراءة مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة لشهر مايو، والمقرر صدوره يوم الخميس، ويتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت آراءهم Dow Jones أن يُسجل المؤشر ارتفاعاً بنسبة 0.2%، وباستبعاد أسعار الغذاء والطاقة، من المتوقع أن يُحقق مؤشر أسعار المنتجين الأساسي نمواً بنسبة 0.3% خلال مايو، مما يعكس أهمية هذه البيانات في تقييم التضخم وتأثيره على السياسة النقدية.

تطورات التجارة بين الولايات المتحدة والصين

تترقب الأسواق أيضاً المزيد من التطورات في التجارة، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بعد المفاوضات المحورية بين البلدين هذا الأسبوع، وبينما توصل المفاوضون إلى إطار لاتفاق تجاري في لندن، لا يزال الاتفاق ينتظر موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، مما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين.

تصريحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية

قال ترامب في منشور على منصة “Truth Social” في وقت سابق من يوم الأربعاء: “سنفرض رسوماً جمركية بنسبة 55%، بينما ستفرض الصين رسوماً بنسبة 10%”، إلا أن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال في وقت لاحق إن الرسوم الأميركية على البضائع الصينية لن تتغير عن مستوياتها الحالية، مما أثار بعض الارتباك بشأن السياسة التجارية الأميركية تجاه الصين.

التوترات بين الولايات المتحدة وإيران

ستكون التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران محور الاهتمام أيضاً، وقفزت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بأكثر من 4% يوم الأربعاء بعد أن أعرب ترامب عن شكوكه في إمكانية توصل البلدين إلى اتفاق نووي، مما يعكس تأثير التوترات الجيوسياسية على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي.