على الرغم من ندرته الشديدة، تشير دراسة حديثة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية، وهو أمر يستدعي الانتباه، وتشجع على البحث والتحليل، وتقصي الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع الملحوظ
وفقًا لموقع “NBC news”، كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة فاندربيلت الأمريكية، بعد تحليل قاعدة بيانات المعهد الوطني الأمريكي للسرطان، عن تضاعف معدلات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية ثلاث مرات بين جيل X، وأربع مرات بين جيل الألفية، مقارنة بالأجيال الأكبر سنا، مما يثير تساؤلات حول العوامل المساهمة في هذا التغير الجيلي المثير للقلق
يصيب سرطان الزائدة الدودية حوالي 1 إلى 2 من كل مليون شخص في الولايات المتحدة سنويًا، وتظهر الدراسة أن حالة واحدة من كل ثلاث حالات سرطان زائدة دودية يتم تشخيصها لدى البالغين دون سن الخمسين، مقارنة بحالة واحدة من كل ثماني حالات سرطان القولون والمستقيم التي يتم تشخيصها لدى البالغين دون سن الخمسين، مما يسلط الضوء على أهمية الفحص المبكر والوعي المتزايد بهذه الحالة النادرة، لكن المتزايدة
بشكل عام، تم تسجيل 4858 حالة إصابة بسرطان الزائدة الدودية في الفترة من 1975 إلى 2019، وتشير الدراسة إلى أنه عند الجمع بين النسبة الكبيرة من المرضى الذين تم تشخيصهم بين سن 18 و49 عامًا، والاكتشاف الجديد بشأن الارتفاع الجيلي في جيل X والألفية، يصبح من الضروري بحث الأسباب التي تدعم هذه الإحصائيات، بهدف عكس هذا الاتجاه وتقليل عبء المرض على الأفراد والمجتمع
تؤكد الدراسة الجديدة أيضًا على وجود اتجاه متزايد نحو إصابة المرضى الأصغر سنًا من الأجيال الأخيرة بسرطان الجهاز الهضمي، وتشهد معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب ارتفاعًا مستمرًا منذ عقود، مما يستدعي إجراء المزيد من البحوث لفهم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع هذه الأنواع من السرطانات في الجهاز الهضمي، وتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والكشف المبكر
الزائدة الدودية هي كيس صغير يتدلى من الأمعاء الغليظة في الجانب الأيمن السفلي من البطن، وقد يؤدي انسدادها إلى عدوى والتهاب، يُسمى التهاب الزائدة الدودية، ويتطلب علاجًا طارئًا، لتجنب المضاعفات المحتملة
على عكس سرطانات الجهاز الهضمي الأخرى، يصعب اكتشاف سرطانات الزائدة الدودية نظرًا لصعوبة رؤيتها في فحوصات البطن، وغالبًا ما لا يتم اكتشافها بتنظير القولون، لذلك فإن حوالي 95% من حالات سرطان الزائدة الدودية لا تُكتشف إلا بعد إصابة الشخص بالتهاب الزائدة الدودية واستئصالها وفحصها من قِبل أخصائيي علم الأمراض، مما يؤكد على أهمية الفحص النسيجي بعد استئصال الزائدة الدودية
من المهم للمرضى وأطبائهم أن يكونوا أكثر وعيًا بالأعراض الخفية، مثل تغيرات مستوى الطاقة، أو ألم جديد مستمر، أو فقدان الوزن غير المبرر لدى الشباب، ومع ذلك، لا ينبغي أن يقلق الناس من كل ألم في البطن، بل الألم المستمر هو ما يثير القلق، ويتطلب استشارة طبية لتقييم الحالة
أعراض سرطان الزائدة الدودية
وفقًا لموقع كليفلاند كلينك، قد لا تظهر أى أعراض للإصابة بتلك الحالة النادرة، ولكن قد توجد بعض الأعراض، مثل:
- التهاب الزائدة الدودية
- الانتفاخ
- تراكم السوائل في البطن
- زيادة في حجم الخصر
- ألم في البطن أو الحوض
- تغيرات في عادات الأمعاء
- الغثيان والقيء
- الشعور بالشبع بعد وقت قصير من بدء تناول الطعام
أحيانًا، يصاحب سرطان الزائدة الدودية حالة نادرة تُسمى الورم المخاطي الصفاقي الكاذب (PMP)، وفي هذه الحالة تفرز الخلايا السرطانية مخاطًا هلاميًا قد يُسبب تورم الزائدة الدودية، ومع مرور الوقت قد يُسبب أعراضًا مثل انتفاخ المعدة وألم البطن، مما يستدعي التدخل الطبي المناسب
علاج سرطان الزائدة الدودية
هناك العديد من العلاجات المحتملة لسرطان الزائدة الدودية، بما في ذلك الجراحة والعلاجات الدوائية، والتي تختلف من مصاب لآخر وفقا لحالته الصحية، ونوع السرطان ومدى انتشاره
الجراحة
الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الزائدة الدودية، وتشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
استئصال الزائدة الدودية
قد تكون إزالة الزائدة الدودية كافية لعلاج الأورام الصغيرة التي يقل حجمها عن سنتيمتر أو اثنين، والتي لم تنتشر بعد إلى الأنسجة المحيطة
استئصال نصف القولون، وذلك في حالة الأورام الأكبر حجمًا والأكثر خطورة، وتتضمن هذه الجراحة إزالة جزء من الأمعاء الغليظة وبعض العقد الليمفاوية، بالإضافة إلى إزالة الزائدة الدودية، لضمان استئصال كامل للورم والخلايا السرطانية المحتملة
العلاجات الدوائية
العلاج الكيميائي، يستخدم هذا العلاج أدويةً للقضاء على الخلايا السرطانية التي انتشرت خارج الزائدة الدودية، كما أنه يقضي على أي خلايا سرطانية قد تبقى بعد الجراحة، لتقليل خطر عودة السرطان
العلاج الكيميائي داخل الصفاق بفرط الحرارة (HIPEC)، وهو نوع خاص من العلاج الكيميائي يُستخدم عادةً أثناء الجراحة، ويتضمن تسخين أدوية العلاج الكيميائي وتوزيعها داخل تجويف البطن، وتزيد الحرارة والتطبيق المباشر من قوة العلاج الكيميائي وفعاليته، مما يساعد في القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية
العلاج الدوائي المُوجَّه، يهدف هذا العلاج إلى استهداف الخلايا السرطانية مع الحد من تلف الخلايا السليمة، وتستهدف أدوية مُحددة جينات أو بروتينات مُعينة تُحفز نمو السرطان، مما يوفر علاجًا أكثر دقة وفعالية