«إيه الحكاية؟» ارتفاع طفيف في سعر الذهب وترقب لبيانات التضخم

«إيه الحكاية؟» ارتفاع طفيف في سعر الذهب وترقب لبيانات التضخم

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، مدفوعة بالغموض الذي يكتنف الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى قرار قضائي أبقى على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما شجع بعض المستثمرين على الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن، وسط ترقب لبيانات التضخم الأمريكية الهامة التي ستحدد مسار السوق، كل هذا ساهم في ارتفاع أسعار الذهب، وفقًا لتقارير المحللين

صعود سعر الذهب عالميًا

سجل سعر أونصة الذهب عالميًا ارتفاعًا بنسبة 0,7% ليصل إلى أعلى مستوى له عند 3348 دولارًا، بعد أن افتتح جلسة التداول عند 3322 دولارًا، ويتداول حاليًا عند مستوى 3343 دولارًا، وفقًا لبيانات "جولد بيليون"، وهذا يعكس إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية

تذبذب الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني

أعلن مسؤولون من الولايات المتحدة والصين يوم الثلاثاء عن اتفاقهم على إطار عمل يهدف إلى إعادة الهدنة التجارية إلى مسارها الصحيح، بالإضافة إلى رفع القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، وذلك بعد مفاوضات استمرت يومين في لندن، والآن ينتظر الجانبان موافقة الرئيسين على ما تم التوصل إليه، لكن عودة حالة عدم اليقين تزايدت مع انتظار الأسواق لموافقة ترامب أو الرئيس الصيني شي جين بينغ على هذه الاتفاقات، الأمر الذي دعم ارتفاع أسعار الذهب خلال تداولات اليوم

يأتي هذا بعد أن فرضت الولايات المتحدة والصين رسومًا جمركية متبادلة في أبريل، مما أدى إلى اندلاع حرب تجارية بين البلدين، وعقب محادثات في جنيف خلال الشهر الماضي، اتفقت الدولتان على خفض الرسوم الجمركية من مستويات قياسية

تأثير القرارات القضائية والبيانات الاقتصادية

استفاد الذهب اليوم من اتجاه متزايد نحو تجنب المخاطرة في العقود الآجلة الأمريكية، بعد أن أمرت محكمة الاستئناف بالإبقاء على رسوم ترامب الجمركية كما هي، ليحافظ حكم يوم الثلاثاء على خطط ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية الباهظة على شركاء تجاريين رئيسيين سارية إلى حد كبير

طغى خبر الحكم القضائي على بعض التفاؤل بشأن إعلان الولايات المتحدة والصين عن توصلهما إلى إطار عمل لمحادثات تجارية، على الرغم من أن المسؤولين لم يقدموا سوى تفاصيل قليلة عن هذا الاتفاق

ينصب التركيز في الأسواق الآن على بيانات التضخم الرئيسية لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، والمقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، وذلك للحصول على المزيد من المؤشرات حول أداء أكبر اقتصاد في العالم

من المتوقع أن تظهر البيانات ارتفاعًا طفيفًا في التضخم في مايو، مع بقائه ثابتًا حول المستويات المتوقعة خلال معظم عام 2025، وقد أوقفت ضغوط الأسعار الأمريكية إلى حد كبير تراجعها في الأشهر الأخيرة، حيث أدت الاضطرابات الناجمة عن رسوم ترامب الجمركية أيضًا إلى ارتفاع أسعار المستهلك

من جهة أخرى، خفض البنك الدولي يوم الثلاثاء توقعاته للنمو العالمي لعام 2025 بنسبة 0,4% إلى 2,3%، معللاً ذلك بأن ارتفاع الرسوم الجمركية وتزايد حالة عدم اليقين يشكلان عقبة كبيرة لجميع الاقتصادات تقريبًا

يتزامن هذا مع توقعات بنك ANZ على المدى القصير بأنه من المرجح أن يتماسك سعر الذهب قبل أن يشهد ارتفاعًا آخر نحو 3600 دولار للأونصة بحلول نهاية العام

أسعار الذهب في مصر

يستمر سعر الذهب في التحركات العرضية في مصر، وذلك في ظل غياب عوامل تحديد اتجاه واضح للسعر بسبب تذبذب سعر الذهب العالمي وضعف سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، مما يبقي الذهب يتحرك بشكل عرضي منذ بداية الأسبوع

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الأربعاء، عند مستوى 4670 جنيهًا للجرام، ويتداول حاليًا عند نفس المستوى، وذلك بعد أن تراجع يوم أمس بشكل طفيف بمقدار 5 جنيهات ليغلق عند مستوى 4665 جنيهًا للجرام، وكان قد افتتح تداولات الأمس عند 4670 جنيهًا للجرام

هذا التذبذب الحالي في سعر الذهب المحلي ناتج عن التحركات العرضية في سعر أونصة الذهب العالمي، إلى جانب استمرار التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك، الأمر الذي يضعف من عملية تسعير الذهب المحلي

أعلن وزير المالية عن تراجع الدين الخارجي بمقدار 2 مليار دولار خلال العشرة أشهر الماضية في ظل تراجع القروض الخارجية التي تحصل عليها الدولة، بالإضافة إلى عودة ثقة المستثمر الأجنبي، مما أدى إلى زيادة الاستثمار في أدوات الدين الحكومي

من شأن هذا أن يحقق المزيد من الاستقرار في الأسواق المالية المصرية، وهو ما ينعكس على سعر الصرف المستمر في التراجع التدريجي حتى الآن، ليؤثر على عملية تسعير الذهب المحلي

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

ارتفع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم، وذلك في ظل عودة الطلب على الملاذ الآمن إلى التزايد بسبب عدم اليقين المصاحب لاتفاق التجارة بين الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية اليوم

لا تزال تحركات الذهب المحلي عرضية بشكل كبير بدون اتخاذ اتجاه محدد، وذلك في ظل التذبذب الحالي في سعر أونصة الذهب العالمي، بالإضافة إلى تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه وضعف الطلب الحالي على الذهب المحلي

يتحرك الذهب العالمي خلال الفترة الأخيرة بين مستويات 3300 و3350 دولارًا للأونصة، ومنذ بداية الأسبوع تسيطر التحركات العرضية مع استمرار مؤشر الزخم في التحرك بشكل محايد

أما عن السعر المحلي: يتداول سعر الذهب المحلي عيار 21 حول مستوى 4670 جنيهًا للجرام منذ بداية الأسبوع، ليستمر التذبذب حول هذا المستوى في ظل عدم وضوح الاتجاه حاليًا وتأثر السعر بتحركات الذهب العالمي، وقد يستمر هذا التذبذب حتى تجميع زخم كافٍ يساعد على تحديد التحرك القادم لسوق الذهب