مرض السكر هو حالة صحية مزمنة لا يمكن الشفاء التام منها، لكن بالإمكان السيطرة عليها وتقليل مضاعفاتها وآثارها السلبية على الجسم، وذلك عن طريق الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وهذا يساعد في عيش حياة صحية، وتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بارتفاع السكر
في حال ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل غير منتظم، قد يؤثر ذلك سلبًا على العديد من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، كالقلب والعينين والكليتين والدماغ، مما قد يؤدي إلى ظهور أمراض أخرى، وذلك وفقًا لموقع “very well health”
لذا، من الضروري فهم كيفية تأثير مرض السكر على الجسم، واتخاذ خطوات فعالة لإدارة الحالة وتقليل المخاطر المحتملة، وذلك يشمل اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص
أبرز أعضاء الجسم التي يؤثر عليها مرض السكر
هناك عدة أعضاء يمكن أن تتأثر بشكل مباشر في حالات السكر غير المنضبط، وهي:
القلب
تعتبر جمعية القلب الأمريكية مرض السكر أحد عوامل الخطر الرئيسية السبعة التي يمكن التحكم بها، والتي تهدد صحة القلب والأوعية الدموية، وتشمل هذه الأمراض جميع أنواع أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية، ويعد الأشخاص المصابون بالسكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمرتين مقارنة بغير المصابين بالسكري
ويعتبر مرض الشريان التاجي أكثر الأمراض القلبية شيوعًا، وينتج عن تراكم اللويحات في جدران الشرايين، ويمكن لمرض السكر أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، لأنه قد يسبب مشاكل في الصفائح الدموية، وهي الخلايا التي تساعد على تخثر الدم، مما يؤدي إلى تشكيل لويحات أكثر عرضة للانكسار وإعاقة تدفق الدم، ومع مرور الوقت، قد يتسبب السكر في تلف الأوعية الدموية والأعصاب التي تتحكم في القلب، وغالبًا ما يعاني المصابون بالسكري من حالات أخرى تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم
الكلى
تعمل الكلى كنظام ترشيح يقوم بإزالة الفضلات والسوائل الزائدة والحموضة من الجسم، وذلك للحفاظ على توازن جيد للماء والأملاح والمعادن في الدم، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى تلف الأوعية الدموية في الكليتين، مما يضعف قدرتها على تنظيف الجسم، وهذا يؤدي إلى تراكم الفضلات والسوائل في الدم، وهو ما يعرف باعتلال الكلية السكري
وإذا ترك اعتلال الكلية السكري دون علاج، فقد يؤدي إلى الفشل الكلوي الذي قد يهدد الحياة، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعاني حوالي 18% من البالغين الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكر من أمراض الكلى المزمنة في مراحلها المتقدمة
المخ
يمكن أن يؤثر ارتفاع سكر الدم على الإدراك، وتحديدًا التفكير والذاكرة، كما أظهرت الأبحاث أن داء السكر قد يغير بنية الدماغ، مما يجعل المرضى عرضة لخطر التدهور المعرفي والإصابة بالخرف بنسبة 50% مقارنة بغير المصابين بالسكري
كما أظهرت الدراسات أن مرضى السكر يعانون من انخفاض في كثافة وحجم المادة الرمادية في أجزاء مختلفة من الدماغ، والتي تعد جزءًا رئيسيًا من الجهاز العصبي المركزي، ولها دور في الأداء اليومي، ويمكن أن يؤثر انخفاضها على مجموعة متنوعة من وظائف الدماغ والأعصاب، كما يمكن أن يلحق السكر الضرر بالأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، مما قد يؤدي إلى سكتات دماغية أو موت أنسجة الدماغ
الرئتين
قد يضعف مرض السكر غير المسيطر عليه وظائف الرئة، مما يؤدي إلى مضاعفات خفيفة كالربو أو مضاعفات أكثر خطورة كالتليف الرئوي، ولا يعرف الباحثون سبب إصابة مرضى السكر بمشاكل في الرئة، في حين يعتقد البعض الآخر أن الالتهاب قد يكون السبب الجذري
الفم والأسنان
يوجد الجلوكوز في اللعاب، وفي حالة عدم السيطرة على سكر الدم، يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز في اللعاب إلى نمو البكتيريا الضارة التي تتحد مع الطعام لتكوين طبقة رقيقة ولزجة تسمى البلاك، وبعض أنواع البلاك تسبب تسوس الأسنان أو تجاويفها، بينما تسبب أنواع أخرى أمراض اللثة ورائحة الفم الكريهة، وقد يكون مرض اللثة أكثر حدة ويستغرق وقتًا أطول للشفاء، ويمكن أن يتطور التهاب اللثة غير المعالج إلى مرض لثوي يسمى التهاب دواعم السن، وعند الإصابة بهذه الحالة، تنفصل اللثة عن الأسنان وتشكل جيوبًا، وتصاب هذه الجيوب بالعدوى، وقد تستمر العدوى لفترة طويلة، مما قد يدمر اللثة والعظام والأنسجة الداعمة للأسنان
العيون
أحيانًا تكون أعراض العين، مثل عدم وضوح الرؤية، هي الأعراض الأولى لمرض السكر، ومع مرور الوقت، قد يؤدي السكر إلى اعتلال الشبكية السكري، وهي الحالة التي يمكن أن تسبب مشاكل في الرؤية والعمى
نصائح لتجنب مضاعفات مرض السكر
نشر موقع “Web MD” مجموعة من النصائح لتجنب مضاعفات مرض السكر، ومنها ما يلي:
راقب مستوى السكر في الدم يوميًا
فحص مستوى السكر في الدم يوميًا يمكن أن يساعدك على تجنب مضاعفات السكر، مثل آلام الأعصاب، أو منع تفاقمها، كما يساعدك على معرفة تأثير الأطعمة والأنشطة عليك، ومعرفة مدى فعالية خطة العلاج، ويمكن لطبيبك مساعدتك في تحديد مستوى السكر المستهدف
فقدان الوزن الزائد
إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان بضعة كيلوجرامات فقط يمكن أن يحسن قدرة الجسم على استخدام الأنسولين، مما يساعد على خفض مستوى السكر في الدم وتحسين ضغط الدم ومستوى الدهون
الحصول على قسط كاف من النوم
النوم المفرط أو القليل قد يزيد شهيتك ورغبتك في تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات، مما يتسلل في زيادة الوزن، وبالتالي زيادة خطر إصابتك بمضاعفات مثل أمراض القلب، لذلك احرص على النوم لمدة سبع أو ثماني ساعات يوميًا
ممارسة الرياضة
اختر نشاطًا تحبه، مثل المشي أو ركوب الدراجة أو حتى مجرد السير في مكانك، ومارسه لمدة نصف ساعة يوميًا؛ وزدها إذا لزم الأمر، حيث تساعد الرياضة على تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، ومستويات الكوليسترول، وضغط الدم، والحفاظ على وزنك، كما تخفف الرياضة من التوتر، وقد تساعدك أيضًا على تقليل تناول أدوية السكر