«ببساطة» عادة يومية تخفض خطر الإصابة بسرطان القولون

«ببساطة» عادة يومية تخفض خطر الإصابة بسرطان القولون

يُعد سرطان القولون والمستقيم من بين أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، وتشير تقديرات الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أنه بحلول نهاية عام 2025، سيشهد العالم أكثر من 154 ألف حالة جديدة، مع ملاحظة زيادة في المعدلات بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا

على الرغم من وجود عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، مثل التقدم في العمر، الوراثة، والتاريخ العائلي، إلا أن هناك عادة يومية بسيطة يمكنك البدء بها اليوم لتقليل هذا الخطر، وهي إدراج المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف في نظامك الغذائي، وذلك وفقًا لموقع “Eating well”

العلاقة بين تناول الألياف وخفض خطر الإصابة بسرطان القولون

تشير الأبحاث باستمرار إلى وجود علاقة وثيقة بين تناول كميات أكبر من الألياف الطبيعية، من خلال الغذاء وليس المكملات، وانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ويعود ذلك إلى دور الألياف في دعم صحة ميكروبيوم الأمعاء وتعزيز حركة الأمعاء المنتظمة

يدعم حركة الأمعاء المنتظمة

من أبرز فوائد النظام الغذائي الغني بالألياف أنه يساعد في تنظيم عملية الهضم وتعزيز انتظام حركة الأمعاء، فالألياف، خاصة غير القابلة للذوبان الموجودة في الحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والخضروات، تزيد من حجم البراز وتساعده على المرور بسرعة أكبر عبر القولون، مما يقلل من وقت اتصال المواد المسرطنة المحتملة ببطانة القولون

كلما قلت مدة بقاء المواد الضارة في القولون، انخفضت احتمالية تهيجها أو إتلافها للخلايا المبطنة للجهاز الهضمي، لذا فإن زيادة الألياف في النظام الغذائي تساهم في حركة أمعاء أكثر تكرارًا وتزيد من حجم البراز، مما يسمح للسموم والمواد الكيميائية الضارة بمغادرة الجسم بسرعة أكبر

يعزز صحة ميكروبيوم الأمعاء

يتكون ميكروبيوم الأمعاء من تريليونات الكائنات الدقيقة النافعة والضارة التي تعيش في الجهاز الهضمي، وتلعب دورًا حيويًا في العديد من العمليات الحيوية، بدءًا من الهضم وصولًا إلى وظائف المناعة، ولكن عندما يختل توازن هذه الميكروبات، وهي حالة تُعرف بخلل التوازن البكتيري، قد يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

أحد العوامل المساهمة في هذه العملية هو كبريتيد الهيدروجين (H₂S)، وهو غاز تنتجه بعض بكتيريا الأمعاء، وعندما تتجاوز مستويات كبريتيد الهيدروجين الحد الطبيعي، قد يختل توازن ميكروبيوم الأمعاء ويتضرر الخلايا المبطنة للقولون، مما يهيئ الظروف المناسبة للالتهاب والمرض، وقد ربطت الدراسات المستويات المرتفعة من هذا المركب بتطور سرطان القولون والمستقيم وتفاقمه

من المعروف أن الألياف تغذي بكتيريا الأمعاء النافعة، مما يعزز نموها ويقلل من نشاط البكتيريا التي تنتج نواتج ثانوية ضارة مثل كبريتيد الهيدروجين، وهذا يعني أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف، مع الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور، يقلل من كمية كبريتيد الهيدروجين المنتجة في القولون، مما يخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

يقلل الالتهاب

تم تحديد الالتهاب المزمن كعامل خطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، فالأطعمة التي تتناولها يمكن أن تعزز الالتهاب أو تقلله، ويُعد تناول المزيد من الألياف أحد أبسط الطرق وأكثرها فعالية للعناية بأمعائك وتقليل خطر الإصابة بالسرطان

تغذي الألياف بكتيريا الأمعاء النافعة التي تنتج مركبات مضادة للالتهابات والسرطان تُعرف باسم الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وتساعد هذه الأحماض في الحفاظ على صحة بطانة الأمعاء، وتنظيم الاستجابات المناعية، وقد تساعد في منع نمو الخلايا غير الطبيعي الذي قد يؤدي إلى السرطان

استراتيجيات أخرى للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

بالإضافة إلى تناول المزيد من الألياف، هناك استراتيجيات إضافية للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم:

  • الحد من اللحوم المصنعة أو تجنبها: تشير التقديرات إلى أن تناول 50 جرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18٪
  • أضف الحركة إلى يومك: يحسن النشاط البدني صحة الأمعاء ويقلل الالتهابات وخطر الإصابة بالسرطان
  • احصل على فحص: بالنسبة لأولئك الذين لديهم خطر متوسط، توصي جمعية السرطان الأمريكية بإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم في سن 45 عامًا إذا كنت معرضًا لخطر كبير للإصابة بسرطان القولون والمستقيم