ارتبطت الكثير من الخرافات بفترة الحمل، تلك الفترة الحساسة التي تمر بها المرأة ويشهد جسمها تغيرات كبيرة، مع تطور مراحل الجنين داخل الرحم، بدءًا من الخرافات المتعلقة بالولادة الطبيعية والقيصرية، وصولًا إلى تحديد نوع الجنين، إنها أفكار توارثتها الأجيال وآمنت بها الكثيرات، فما مدى صحة هذه المعتقدات؟
تحدث إلينا الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، وأوضح في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” أشهر هذه الخرافات، ومدى انتشارها في مجتمعاتنا وتأثيرها على السيدات الحوامل وأفكارهن تجاه الحمل، نوع الجنين، والرضاعة أيضًا,
تنتشر العديد من المعتقدات الخاطئة حول الحمل والولادة، بعضها يتعلق بالتغذية والرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة، والبعض الآخر بنوع الولادة الأمثل أو حتى شكل البطن، فهل هذه المعتقدات صحيحة؟ وهل هناك أساس علمي لها؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل مع الدكتور عمرو حسن,
الوحم يحدد نوع الجنين.. الحلويات للبنات والحوادق للأولاد
تعتبر هذه الخرافة من أكثر الخرافات شيوعًا، حيث يعتقد البعض أن اشتهاء الحلويات أو الأطعمة المالحة خلال الحمل يمكن أن يدل على نوع الجنين، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا,
الحقيقة:
الوحم أو اشتهاء أنواع معينة من الطعام خلال فترة الحمل هو مجرد استجابة طبيعية من جسم الحامل للتغيرات الهرمونية التي تحدث لها, تشتهي الحامل السكريات نتيجة الشعور بالضعف العام ونقص الطاقة, وتميل إلى الأطعمة المالحة عند وجود اضطرابات في ضغط الدم على سبيل المثال, وتحديد نوع الجنين يعتمد فقط على نوع الحيوان المنوي للرجل,
هاولد قيصري عشان أحافظ على جسمي
هذه خرافة أخرى شائعة، تدفع الكثيرات لتفضيل الولادة القيصرية خوفًا على شكل أجسامهن,
الحقيقة:
الولادة القيصرية ليست وسيلة للحفاظ على شكل الجسم، فهي عملية جراحية مثل أي عملية أخرى ولها مخاطرها المحتملة, لا يمكن تحديد نوع الولادة إلا بناءً على رأي الطبيب المختص وتقييمه للحالة, أما الولادة الطبيعية، فالجسم يعود تدريجيًا إلى طبيعته وحجمه، سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية، وذلك بالاعتماد على نظام التغذية، الراحة النفسية والجسدية، وممارسة الرياضة المناسبة,
شكل البطن يحدد نوع الجنين
هناك اعتقاد شائع يربط بين شكل البطن والحمل بولد، مثل شكل البطن المستدير، أو الحمل ببنت,
الحقيقة:
شكل البطن لا علاقة له بنوع الجنين داخل الرحم, شكل البطن يعتمد فقط على عدد مرات الحمل السابقة، طبيعة جسم المرأة، وضعية الجنين داخل الرحم، وقوة عضلات البطن أيضًا,
خلفتك كلها بنات
تعد هذه الخرافة من أكثر الخرافات انتشارًا في مجتمعاتنا، حيث يعتقد البعض أن الأم هي المسؤولة عن تحديد نوع الجنين أو الحمل بالأنثى دون الذكر، ولكن جنس الجنين يتحدد من خلال نوع الحيوان المنوي الذي يلقح بويضة الأنثى,
الحقيقة:
لا علاقة للأم بنوع الجنين، فالحيوان المنوي هو المتحكم في هذا الأمر, فإذا كان الحيوان المنوي للرجل يحمل الكروموسوم X، يكون الجنين أنثى, وإذا كان الكروموسوم Y، يكون الحمل في ذكر, بالإضافة إلى ذلك، فإن الحمل في إناث أو ذكور فقط أمر غير علمي، فليست هناك امرأة تحمل في نوع واحد فقط من الأجنة, هذا الاعتقاد خرافي ويحمل الكثير من الظلم للسيدات، ومفهومه خاطئ ومتوارث لا أكثر,
لو ما أكلتش اللي نفسي فيه هيطلع للجنين وحمة
هذه خرافة شائعة تربط بين ظهور الوحمات الجلدية لدى الأجنة وبين اشتهاء الأم لأطعمة معينة خلال فترة الوحم أثناء الحمل,
الحقيقة:
الوحمات الجلدية لا علاقة لها بنوع الأكل الذي تتناوله الأم، ففي الغالب ما تكون ورم وعائي دموي بسيط، وهو عبارة عن نمو غير طبيعي بسيط في الأوعية الدموية, لا داعي للقلق منها، فهي تظهر عند الرضع في الأسابيع الأولى من حياتهم بعد الولادة وقد تختفي تدريجيًا مع مرور الوقت,
شكل مناخيرك الكبيرة يؤكد حملك في ولد
هذه خرافة لا أساس علمي لها، تربط بين تغير شكل الأم الحامل وحملها بولد من عدمه,
الحقيقة:
تغيرات شكل وجه الحامل، سواء في الجلد أو الأنف أو الوزن، لا علاقة لها بجنس الطفل، ولكنها تحدث نتيجة زيادة الهرمونات مثل الاستروجين والبروجسترون، بالإضافة إلى احتباس سوائل الجسم أيضًا, هذا التغير يحدث سواء كانت المرأة حاملًا ببنت أو بذكر,
أنت بتأكلي الاثنين
هذه خرافة تدفع الأمهات الحوامل لتناول كميات كبيرة من الطعام، اعتقادًا منهن أنهن يأكلن لشخصين، لهن وللجنين,
الحقيقة:
المرأة الحامل تحتاج إلى حوالي 300 سعر حراري إضافي يوميًا، وذلك للحصول على كامل العناصر الغذائية التي تحتاجها, على سبيل المثال، تناول كوب من اللبن خالي الدسم بالإضافة إلى نصف ساندويتش صغير يعتبر وجبة غذائية كافية, يكمن الخطر في زيادة تناول الطعام أثناء الحمل في زيادة الوزن غير الصحي للحامل، مع ارتفاع معدل ضغط الدم وسكر الحمل, ينصح بتناول جميع المغذيات بكميات معتدلة، مع الحرص على الحصول على جميع العناصر المطلوبة مثل الكالسيوم، البروتين، والحديد, أما السعرات الحرارية غير المفيدة فهي غير ضرورية,
بلاش ترضعي طبيعي عشان الثدي بيترهل ويزيد الوزن
هذه خرافة شائعة للغاية خلال فترة الرضاعة، تجعل الكثير من الأمهات الجدد لا يرغبن في الرضاعة الطبيعية، معتقدات خاطئة أنها قد تزيد الوزن أو ترهل الثدي,
الحقيقة:
الرضاعة الطبيعية تساعد الرحم على العودة إلى مكانه الطبيعي وتساعد على حرق السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بعد الولادة, كما أنها تحمي من فرص الإصابة ببعض أنواع الأورام مثل سرطان الثدي والمبايض، وتعزز العلاقة بين الرضيع وأمه, تحسن الرضاعة الطبيعية النمو العقلي والجسدي للطفل وتقوي مناعته, ولا تسبب ترهل الثدي، فهذا الترهل يحدث نتيجة التغيرات الهرمونية، الوراثة، التقدم في العمر، أو فقدان الوزن,
معدتي بتحرقني عشان شعر البيبي كتير
هذه خرافة شائعة للغاية تربط بين نمو شعر الجنين وشعور الأم بحرقة في المعدة,
الحقيقة:
الشعور بالحموضة وحرقة المعدة أمر شائع للغاية خلال فترة الحمل نتيجة لتأثير هرمونات الحمل على العضلة العاصرة للمريء, وكلما كبر حجم الرحم، زاد الضغط على الأمعاء، مما يسبب الحموضة والحرقة, يتم علاج هذه الأعراض بالتشاور مع الطبيب المختص المتابع للحمل، لتحديد الأدوية الآمنة التي تخفف من هذا الشعور,