كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن استهلاك 5 جرامات على الأقل من الزبدة يوميًا قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، ووجد الباحثون أن هذه الكمية الصغيرة، أي ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبًا، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهو عامل رئيسي لأمراض القلب، بنحو الثلث.
فوائد الزبدة ومخاطر السمن الصناعي
تعمل الزبدة على تعزيز مستويات الكوليسترول “الجيد” في الدم وتخفيض مستويات الدهون الضارة التي تسبب انسداد الشرايين وتؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وتتعارض هذه النتائج، التي توصل إليها باحثون من جامعة بوسطن، مع الأبحاث السابقة التي كانت تشير إلى أن الدهون المشبعة الموجودة في الزبدة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب القاتلة.
في المقابل، تبين أن السمن الصناعي، الذي تم الترويج له كبديل “صحي” للزبدة، له تأثير معاكس، حيث يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة تتجاوز 40% ومشاكل القلب بنسبة 30%.
دراسات سابقة وحديثة
في ستينيات القرن الماضي، ربطت الدراسات بين الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشتقة من منتجات الألبان ومشاكل القلب والأوعية الدموية، حيث قام العلماء بالتحقيق في العلاقة بين العادات الغذائية الغربية وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب، ونتيجة لذلك، نصحت الجهات الطبية بتقليل استهلاك الدهون الحيوانية لحماية القلب، إلا أن دراسات أحدث شككت في هذه العلاقة ووجدت أن الزبدة قد تحتوي على مكونات مفيدة للقلب، مما يشير إلى أنها قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وفقًا للعلماء.
دراسة جامعة بوسطن
أفادت الصحيفة أن فريق جامعة بوسطن تابع ما يقرب من 2500 رجل وامرأة فوق سن الثلاثين لعدة عقود، حيث سجلوا عاداتهم الغذائية ومعدلات إصابتهم بمرض السكري وأمراض القلب.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج، التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، أن الأشخاص الذين تناولوا 5 جرامات أو أكثر من الزبدة يوميًا كانوا أقل عرضة بنسبة 31% للإصابة بالسكري من النوع الثاني، الذي غالبًا ما ينتج عن سوء التغذية ونمط الحياة غير الصحي، مقارنة بأولئك الذين تناولوا كميات قليلة من الزبدة أو لم يتناولوها على الإطلاق.
في الوقت نفسه، كان الأشخاص الذين يتناولون السمن النباتي أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب.
وأكد الباحثون أن هذا قد يكون نتيجة للدهون المتحولة غير الصحية التي كانت تستخدم في السمن النباتي منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكن تم التخلص منها الآن إلى حد كبير في معظم أنواع السمن النباتي.