الدقهلية تودع شهيد الإنسانية: المحافظ والكنيسة في بيت العزاء

الدقهلية تودع شهيد الإنسانية: المحافظ والكنيسة في بيت العزاء



وسط أجواء من الحزن والتقدير، شارك اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، يرافقه نائبه الدكتور أحمد العدل ووفد رفيع المستوى من الكنيسة، في تقديم واجب العزاء لأسرة البطل خالد شوقي، سائق الدقهلية الذي وهب حياته فداءً لإنقاذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة، حيث تجسدت فيه معاني الشهامة والإيثار.


وضم وفد الكنيسة شخصيات بارزة مثل القس أنطونيوس ويليام، كاهن كنيسة العذراء مريم بدكرنس، بالإضافة إلى عوض معوض، وهاني عوض منصور نقيب معلمي دكرنس، وعماد ميخائيل وكيل وزارة الري سابقًا، الذين حرصوا على تمثيل الكنيسة في هذا الموقف المؤثر.


وشهدت محافظة الدقهلية تضامنًا واسعًا مع أسرة الشهيد، حيث أقيم سرادق عزاء مهيب في مسقط رأسه بقرية مبارك، امتد على مساحة فدان كامل، استعدادًا لاستقبال جموع المعزين الذين قدموا من كل حدب وصوب للتعبير عن تقديرهم وعرفانهم لبطل ضحى بنفسه من أجل الآخرين.


واستقبل أهالي القرية جموع المعزين تقديرًا للبطل الفدائي، الذي شُيع جثمانه الطاهر في الساعات الأولى من ذلك اليوم، حيث وصل الجثمان بعد منتصف الليل، ليوارى الثرى في مقابر قرية مبارك التابعة لمركز ومدينة بني عبيد بمحافظة الدقهلية.


خيم الحزن العميق على عزبة المصادرة التابعة لقرية مبارك بمركز ومدينة بني عبيد في محافظة الدقهلية، مسقط رأس الشهيد، بعد تشييع جثمان البطل خالد شوقي، شهيد الشهامة، في مقابر القرية في ساعة متأخرة من الليل، وذلك فور وصول الجثمان قادمًا من المستشفى.


في مشهد مؤثر، امتلأت عيون الشباب وأهالي قرية “المصادرة” بالدموع، وسادت حالة من الأسى على شقيقه الحاج مجدي عبدالعال، الذي صرح لتليفزيون “اليوم السابع” بأن هذه المواقف ليست بغريبة على شقيقه الراحل، شهيد الشهامة “خالد شوقي”، مؤكدًا أنهم تعودوا منه دائمًا على المروءة والشهامة.


تحدث شقيقه الأصغر، خالد، بكلمات مؤثرة قائلًا: “كنت أفضفض إليه باستمرار، فكان رحمه الله عليه صاحب صدر رحب، يسع الجميع ويقف معهم رغم مسؤولياته تجاه عمله”، مؤكدًا أنه كان ينتظر بفارغ الصبر فرحة نجله الوحيد “أحمد”، الذي له ثلاث شقيقات.


جدير بالذكر أن البطل الشهيد “خالد شوقي” قد تدخل بشجاعة عندما اشتعلت النيران في سيارة نقل ثقيل محملة بمواد بترولية داخل محطة وقود نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فما كان منه إلا أن قاد السيارة المشتعلة بعيدًا عن المحطة والمنطقة السكنية، ليمنع وقوع كارثة محققة كانت تهدد بإزهاق أرواح الكثيرين.


رقد البطل في مستشفى أهل مصر للحروق منذ الأسبوع الماضي، حيث بذلت الفرق الطبية جهودًا مضنية لإنقاذه، إلا أنه فارق الحياة صباح ذلك اليوم، لتباشر أسرته إجراءات الدفن وتغسيل الجثمان.


يرافق الجثمان نجله أحمد، الذي كان من المقرر إقامة حفل زفافه في التاسع عشر من الشهر الحالي، متجهًا إلى مسقط رأس البطل في قرية “المصادرة” التابعة لمركز ومدينة بني عبيد بمحافظة الدقهلية.