في أحضان جبال منطقة السفاري بشرم الشيخ، تنتصب قرية التراث البدوي كصرح ثقافي وتنموي بارز، يهدف إلى صون الهوية البدوية الأصيلة ودعم الصناعات الحرفية لأبناء سيناء
أعلنت محافظة جنوب سيناء عن احتضان القرية لمعرض دائم، يفتح أبوابه للمواطنين والسياح على اختلاف جنسياتهم، لعرض تشكيلة واسعة من المنتجات البدوية التي تجسد ثراء التراث السيناوي، من مشغولات يدوية بديعة، ومنتجات جلدية متقنة الصنع، وأزياء تقليدية تحكي قصص الماضي، وعطور آسرة، ومجسمات خشبية فنية، وأعشاب طبية ذات فوائد جمة، وصولًا إلى الحقائب وغيرها من إبداعات تعكس أصالة البيئة وتجذرها في التاريخ والثقافة
يتم تفعيل القرية حاليًا بتعاون مثمر بين محافظة جنوب سيناء ووزارة التضامن الاجتماعي، إلى جانب عدد من الجهات المعنية كمديرية التضامن، والمجلس القومي للمرأة، ومديريات الثقافة والعمل والشباب والرياضة، بالإضافة إلى مشاركة المبادرات الرئاسية التي ترمي إلى تمكين مشروعات الشباب، كما يحظى العارضون بفرصة المشاركة مقابل رسوم رمزية تهدف إلى تغطية النفقات الإدارية
بتوجيهات من قيادتها الرشيدة، تسعى المحافظة جاهدة للتعاقد مع شركة إدارة متخصصة تتولى مهمة تشغيل القرية، بما يضمن استدامتها ويعزز قدرتها على جذب الزوار، خاصة لما تتمتع به من موقع فريد في قلب الطبيعة الخلابة، حيث يتمازج عبق التراث مع روعة الفن في أجواء ساحرة
يتم أيضًا التنسيق مع شركات السياحة لإدراج القرية ضمن برامج الزيارات السياحية، لتصبح وجهة ثقافية بارزة على خريطة جنوب سيناء السياحية، وتساهم في الترويج للمنتجات البدوية في مختلف المحافل المحلية والدولية، مما يعزز من فرص التسويق ويدعم الاقتصاد المحلي
تُعد قرية التراث منصة حيوية لتمكين الحرفيين من أبناء سيناء، ونافذة لتسويق منتجاتهم المتميزة، في ظل جهود الدولة لترسيخ قيم التنوع الثقافي وربط التراث بالتنمية الشاملة