أثنى المهندس مدحت القاضي، نائب رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية ورئيس شعبة خدمات النقل الدولي واللوجستيات، على التجربة السعودية في تنظيم موسم الحج، معتبرًا إياها “نموذجًا ملهمًا في الإدارة المتكاملة واللوجستيات الذكية”، ومؤكدًا على أنها باتت مثالًا يحتذى به عالميًا في إدارة أكبر تجمع بشري سنوي على وجه الأرض، فالمملكة قدمت نموذجًا فريدًا من نوعه،,وهذا يدل على خبرة ومهارة في إدارة الحشود وتنظيم الفعاليات الكبرى.
نجاح سعودي باهر رغم التحديات
أوضح القاضي أن المملكة تمكنت، بالرغم من الصعوبات الجغرافية والقيود الزمنية والاكتظاظ الذي تجاوز 1,8 مليون حاج من أكثر من 150 دولة، من تحقيق نجاح باهر من خلال منظومة شاملة تشمل البنية التحتية وإدارة الحشود والنقل والإسكان والرعاية الصحية، فالتنسيق المحكم بين مختلف القطاعات ساهم في تيسير أداء مناسك الحج، وتوفير تجربة مريحة وآمنة للحجاج.
بوابات عصرية وخدمات نقل متطورة
أشار إلى أن المطارات السعودية، وعلى رأسها مطارا الملك عبد العزيز بجدة والأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، كانت بمثابة بوابات عصرية مجهزة بأحدث التقنيات لتسهيل دخول الحجاج، بالتزامن مع شبكة نقل حديثة تضم 30 ألف حافلة وقطارات المشاعر، والتي أسهمت في تخفيف الازدحام وتحسين تجربة الحجاج، فالاستثمار في البنية التحتية للنقل كان له دور كبير في تسهيل حركة الحجاج وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة.
إسكان مريح ورعاية صحية متكاملة
أكد القاضي على أن منظومة الإسكان نجحت في توفير أكثر من 270 ألف غرفة فندقية، بالإضافة إلى آلاف الخيام المجهزة، في حين عملت المستشفيات الميدانية والفرق الطبية على مدار الساعة لتوفير الرعاية الصحية، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، فالجهود المبذولة لضمان صحة وسلامة الحجاج تعكس حرص المملكة على توفير أفضل الخدمات لهم.
التكنولوجيا في خدمة الحجاج
أكد على الدور المحوري الذي لعبته التكنولوجيا، من خلال التطبيقات الذكية والسوار الإلكتروني ونظام الألوان لتوجيه الحجاج داخل المشاعر، مما ساعد في تقليل حالات الضياع والتوهان، فاستخدام التكنولوجيا الحديثة ساهم في تحسين تجربة الحجاج وتيسير أدائهم للمناسك.
أمن غذائي ونظافة فائقة
أضاف أن المملكة أدارت الأمن الغذائي بكفاءة عالية من خلال مطابخ مركزية ضخمة وفرت أكثر من 11 ألف طن يوميًا من الأطعمة والمياه، مع جمع أكثر من 5 آلاف طن من النفايات يوميًا في بيئة نظيفة، رغم الضغط الهائل، فالحفاظ على النظافة وتوفير الغذاء الكافي للحجاج يمثل تحديًا كبيرًا، وقد نجحت المملكة في إدارته بكفاءة.
رسالة إنسانية وتجربة رائدة
اختتم القاضي حديثه بالإشارة إلى أن المملكة أثبتت أن إدارة الحج ليست مجرد مهمة تنظيمية، بل هي رسالة إنسانية تتطلب الابتكار والتكامل بين التكنولوجيا والبشر، مقدمًا التحية لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وجميع العاملين والمتطوعين على هذه التجربة العالمية الرائدة، فالنجاح الذي حققته المملكة في إدارة موسم الحج يعكس التزامها بخدمة ضيوف الرحمن وتوفير أفضل الظروف لهم لأداء مناسكهم.