الطلب الصناعي على الفضة يرفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 13 عامًا

الطلب الصناعي على الفضة يرفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 13 عامًا

هذا المحتوى معاد صياغته باحترافية:

شهدت أسعار الفضة تحركات صعودية ملحوظة خلال الأسبوع الفائت, حيث قفزت بنسبة 1,6% في الأسواق المحلية, في حين سجلت الأوقية ارتفاعًا عالميًا بنسبة 8,8% بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» Safe Haven Hub, ما يعكس ديناميكية متزايدة في سوق المعادن النفيسة, وتشير إلى تحولات مهمة قادمة في هذا القطاع.

يعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى تنامي الطلب الصناعي على المعدن الأبيض, مدفوعًا بتحولات اقتصادية وجيوسياسية ذات تأثير كبير, فالفضة تدخل في العديد من الصناعات الحيوية, مما يجعلها حساسة للتغيرات في الاقتصاد العالمي والسياسات الدولية, وهذا الطلب المتزايد يعكس أهمية الفضة في التطورات التكنولوجية والصناعية الحديثة.

تطورات الأسعار في الأسواق المحلية والعالمية

افتتح جرام الفضة عيار 800 تعاملات الأسبوع عند 46,50 جنيه, ثم اختتم عند 47,25 جنيه, محققًا ارتفاعًا قدره 0,75 جنيه, وعلى المستوى العالمي, ارتفعت الأوقية من 32,96 دولار إلى 35,85 دولار, بعد أن بلغت ذروتها عند 36 دولارًا, وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير 2012, هذا الصعود القوي يؤكد على الأداء المتميز للفضة في الأسواق العالمية والمحلية.

وفقًا للتقرير, بلغ سعر جرام الفضة عيار 999 حوالي 59 جنيهًا, وعيار 925 نحو 54,50 جنيهًا, في حين سجل جنيه الفضة (عيار 925) مستوى 436 جنيهًا, هذه الأسعار تعكس القيمة المتزايدة للفضة في مختلف العيارات, مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين والمهتمين بالمعادن النفيسة.

العوامل الدافعة لارتفاع أسعار الفضة

جاء ارتفاع أسعار الفضة مدفوعًا بالطلب المتزايد عليها كمعدن صناعي, خاصة في قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات, في ظل تراجع الطلب على الملاذات الآمنة مع نهاية الأسبوع, كما استفادت الفضة من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين, وضعف الدولار الأمريكي, مما عزز الإقبال على المعادن النفيسة بشكل عام, هذه العوامل المتضافرة أدت إلى زيادة جاذبية الفضة كمعدن استثماري وصناعي.

إلا أن تحسنًا نسبيًا في العلاقات بين البلدين, عقب اتصال إيجابي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج, أدى إلى استئناف المحادثات التجارية, مما قلل من جاذبية الفضة كملاذ آمن, ولكنه في المقابل عزز من دورها كعنصر صناعي مهم, هذا التطور يعكس التوازن بين دور الفضة كملاذ آمن ومكون صناعي حيوي.

علاوة على ذلك, دعمت بيانات الناتج المحلي الإجمالي ومبيعات التجزئة القوية في منطقة اليورو للربع الأول من العام, ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأوروبي, وفي الوقت نفسه, تجاوزت أرقام التوظيف في الولايات المتحدة وكندا التوقعات, مما ساهم في تفاؤل الأسواق حيال آفاق النمو في أمريكا الشمالية, هذه البيانات الاقتصادية الإيجابية عززت من شهية المستثمرين للمخاطرة, مما أثر على أسعار الفضة بشكل غير مباشر.

ولا تزال التوترات السياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا تشكل عامل ضغط إضافي على السوق, مما يعزز الطلب على الفضة والمعادن النفيسة بشكل عام, فالأزمات الجيوسياسية تدفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة, وهو ما يزيد من الطلب على الفضة كملاذ استثماري.

توقعات المحللين لمستقبل أسعار الفضة

يرى المحللون أن أسعار الفضة تحتفظ بإمكانات صعودية كبيرة في المستقبل القريب, مع توقع استمرار استفادتها من تقلبات الأسواق المالية العالمية وتحركات أسعار العملات, فالفضة تعتبر من الأصول التي تستفيد من حالة عدم اليقين في الأسواق, مما يجعلها جذابة للمستثمرين الباحثين عن فرص نمو.

من ناحية أخرى, يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع, والتي من المتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة, وبالتالي تؤثر على تحركات أسعار الفضة في الأسواق العالمية, فقرارات البنوك المركزية تؤثر بشكل كبير على أسعار الفائدة, وهو ما ينعكس بدوره على جاذبية الفضة كأصل استثماري.