يا جدع! الأمير مولاي رشيد في وداع مؤثر لمؤرخ المملكة عبد الحق المريني

يا جدع! الأمير مولاي رشيد في وداع مؤثر لمؤرخ المملكة عبد الحق المريني

تشييع جثمان عبد الحق المريني بالرباط

شيعت اليوم الثلاثاء بمقبرة الشهداء بالرباط جنازة عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة والناطق السابق باسم القصر الملكي ومدير التشريفات والأوسمة السابق، الذي وافته المنية عن عمر يناهز الواحد والتسعين عاما، وقد خلف إرثا غنيا في مجال التاريخ والثقافة

حضور رسمي وشعبي واسع

تقدم الأمير مولاي رشيد جموع المشيعين، وحضر الجنازة شخصيات بارزة من مختلف المجالات، من بينها المستشار الملكي أندري أزولاي وأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة عبد الجليل لحجمري ورئيس المحكمة الدستورية محمد الأمين بنعبد الله والأمين العام السابق للحكومة إدريس الضحاك، إضافة إلى مؤرخ المملكة والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي حسن أوريد وعدد من الوزراء والمسؤولين السابقين وشخصيات ثقافية وفكرية، مما يعكس مكانة الفقيد وأثره في المجتمع

شهادات في حق الراحل

تحدث عدد من الشخصيات عن الراحل عبد الحق المريني، مشيدين بخصاله ومساهماته الجليلة

  • مصطفى الكثيري: المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أشار إلى أن الراحل "قضى سنوات طويلة في خدمة الدين والعرش والوطن، وقدم خدمات كبيرة للذاكرة التاريخية الوطنية كمؤرخ متمكن بالتاريخ الوطني، خصوصا التاريخ الوسيط، وكانت كتاباته دائما جادة ورصينة وعميقة، مما يجعل الباحثين والدارسين يعودون إليها كمرجع مهم"
  • محمد الفران: المدير العام المساعد لمؤسسة آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، وصف المريني بأنه "رجل فاضل، مثقف، وأديب"، مضيفا: "بالإضافة إلى سلوكه وأخلاقه وقيمه الوطنية التي كان معروفا بها، وظل يترجمها من خلال كتاباته ومؤلفاته المتنوعة التي تناولت مجالات مختلفة، كان رجلا خدم العرش، والمرحوم الحسن الثاني في التشريفات، وخدم الملك محمدا السادس كمؤرخ للمملكة وناطق رسمي باسم القصر"
  • مصطفى الجوهري: الأكاديمي والكاتب، استذكر ما خبره في عبد الحق المريني خلال صحبته في "جمعية رباط الفتح" أو في "النادي الجراري"، مشيرا إلى أنه "من طينة عالية رفيعة، ليس فقط من أعلام المغرب في الثقافة والتأريخ والتأليف، بل التفت في حياته إلى موضوعات نادرا ما يلتفت إليها أحد"، وأضاف: "الحديث عن مؤلفات وآثار عبد الحق المريني يحتاج صفحات وكلاما طويلا، ونتمنى أن تعقد جلسات وجلسات من أجل هذا الرجل الذي أعطى الكثير وضحى بالكثير، ونذر نفسه لخدمة الثقافة والوطن والعرش"

إرث من العطاء والتميز

ترك عبد الحق المريني بصمة واضحة في المشهد الثقافي والتاريخي المغربي، من خلال مؤلفاته ودراساته القيمة، كما كان له دور بارز في خدمة الدولة من خلال المناصب التي شغلها، سيظل الفقيد رمزا للعطاء والوطنية والإخلاص، وسيظل اسمه محفورا في ذاكرة الوطن