يا جدعان! مقاولات تشعلها منح عيد الأضحى لاستمرار الشغل

يا جدعان! مقاولات تشعلها منح عيد الأضحى لاستمرار الشغل

تحديات استمرارية العمل في عيد الأضحى

مع اقتراب عيد الأضحى من كل عام, يجد أصحاب الشركات ومديرو المؤسسات في مختلف القطاعات أنفسهم أمام حتمية الحفاظ على سير العمل قبل وأثناء وبعد هذه المناسبة الدينية والاجتماعية المهمة, مما يدفعهم إلى البحث عن طرق لتحفيز الموظفين على الاستمرار في أداء مهامهم, حتى لو استدعى الأمر تقديم حوافز مالية مغرية

هذا الوضع يؤثر بشكل خاص على قطاعات تشهد طلبًا متزايدًا خلال هذه الفترة, مثل البناء والزراعة وتجارة المواد الغذائية وحتى المخابز وغيرها, وهي القطاعات التي غالبًا لا تعتمد على عقود عمل دائمة, بل على عقود محددة المدة أو عمل موسمي

حوافز مالية لتشجيع العمل في العيد

مع اقتراب موعد عيد الأضحى لهذا العام, الذي يوافق 7 يونيو القادم, بدأت الشركات وأصحاب الأعمال في اتخاذ خطوات لضمان استمرار الإنتاج, فعلى سبيل المثال, عرضت إحدى شركات تعبئة الطماطم في منطقة سوس ماسة منحة تشجيعية خاصة للعاملين الذين يوافقون على الحضور خلال فترة عيد الأضحى, تصل إلى 500 درهم مقابل العمل يومين قبل العيد وثلاثة أيام بعده, بالإضافة إلى منحة أخرى بقيمة 200 درهم للعمل في يوم العيد نفسه

القطاع العام والالتزام بالمواعيد

في حين تسعى بعض القطاعات جاهدة لضمان استمرارية العمل من خلال الحوافز, تلتزم المؤسسات الحكومية بمواعيد عمل محددة مسبقًا, حيث يحصل الموظفون عادةً على إجازة مدفوعة الأجر لمدة يومين, على أن يستأنفوا عملهم مباشرة بعد ذلك

استغلال الهشاشة في القطاع الفلاحي

أكد إدريس عدة, نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل, أن الشركات العاملة في المجال الزراعي, سواء كانت تدير مزارع أو مراكز للتعبئة والتغليف, استفادت على مدى عقود من الوضع الهش الذي يعيشه الآلاف من العمال المغاربة

وأوضح عدة في تصريح صحفي, أن معظم العاملين في هذا القطاع لديهم عقود عمل مؤقتة, في حين أن البعض الآخر لا يملك أي عقود على الإطلاق, مؤكدًا أن مشكلة ضمان استمرارية النشاط تطرح نفسها بقوة في القطاع الفلاحي أيضًا, حيث يضطر أصحاب العمل إلى تقديم حوافز لمواجهة رغبة العمال في البقاء بعيدًا عن العمل لفترة أطول بعد انتهاء إجازة العيد مباشرة

ويرى القيادي النقابي أن الحل الأمثل لأصحاب العمل يكمن في الاعتماد على عدد محدود من العمال الذين لديهم عقود عمل دائمة, وذلك لضمان استمرارية الإنتاج خلال هذه المناسبات, موضحًا أن هذا الوضع الهش لا يساهم في تعزيز روح الانتماء للمؤسسة لدى العامل, مما يجعله غير مستعد للتضحية من أجلها

تحديات قطاع المخابز والحلويات

أقر الحسين الزاز, الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية لأرباب المخابز والحلويات, بأن هذا القطاع يواجه بدوره صعوبات في الحفاظ على استمرارية العمل خلال المناسبات الدينية, وعلى رأسها عيد الأضحى

وأوضح الزاز في تصريح مماثل, أن هذه القضية تؤثر على مختلف القطاعات, مضيفًا أن هذه المشكلة كانت أكثر حدة في السابق, عندما كان عيد الأضحى يتزامن مع منتصف فصل الصيف, بينما تراجعت حدتها خلال العام الماضي

وأشار إلى أن المتعارف عليه هو أن المخابز تغلق أبوابها لمدة يومين بعد العيد, قبل أن تعود إلى العمل تدريجيًا خلال الأسبوع الأول, لكن العمال لا يعودون بشكل كامل إلى عملهم إلا بعد مرور أسبوعين كاملين

حلول مقترحة لتجاوز الأزمة

ولتجنب هذه المشكلة, ذكر المهني نفسه أن العمال أصبحوا يؤجلون إجازاتهم السنوية إلى فصل الصيف, وهي الفترة التي تشهد تنظيم فعاليات ومواسم ثقافية ومناسبات عائلية أيضًا, مشيرًا إلى أن قطاع المخابز والحلويات يسعى للتكيف مع الظواهر الاجتماعية التي تصاحب عيد الأضحى سنويًا, ومن بينها صلة الرحم