كتبت: ملك محمد رواش
أفادت القناة الرسمية الباكستانية (PTV) مساء اليوم الجمعة بأن القوات الباكستانية أسقطت 77 طائرة مسيرة هندية خلال 48 ساعة فقط، في تصعيد جديد للأزمة بين الجارتين النوويتين. وجاء هذا الإعلان وسط تبادل اتهامات بين البلدين حول تمويل الإرهاب واستمرار الاشتباكات العسكرية على حدود كشمير المتنازع عليها.
تفاصيل العمليات العسكرية
كانت مصادر أمنية باكستانية أعلنت إسقاط 29 طائرة مسيرة حتى مساء 8 مايو، وفقًا وتدمير 48 طائرة أخرى خلال الليل الماضي، مما رفع العدد الإجمالي إلى 77 طائرة، وتعهدت باكستان بالرد المناسب على ما وصفته بـ”العدوان الهندي”، دون الكشف عن تفاصيل الخطوات المقبلة.
السياق السياسي: اتهامات متبادلة
في تطور متصل، علقت السيناتور الباكستانية شيري رحمن على الأزمة قائلة “باكستان ترفض تمامًا المزاعم الهندية بتمويل الجماعات المسلحة” و”ندعو إلى تحقيق محايد مشترك، لكن الهند ترفض كل عروض الشفافية” و”لا يوجد أي دليل ملموس على الاتهامات الهندية، بل إنهم عاجزون حتى عن تحديد أسماء المشتبه بهم”.
مخاوف دولية من التصعيد
وأكدت تصريحات باكستانية أن الردود العسكرية ستكون “محددة ومتناسبة” لحماية السيادة وتحذيرات من تداعيات خطيرة، خاصة مع امتلاك البلدين أسلحة نووية وقدرات صاروخية متطورة وغياب وساطة دولية فاعلة حتى الآن، رغم دعوات أممية لضبط النفس.
خلفية الأزمة
وفي المقابل اتهمت الهند باكستان بدعم جماعات مسلحة في كشمير، وهو ما تنفيه إسلام أباد باستمرارن مؤكدة أن مشكلة كشمير “قضية تحرير وطني” وليست “إرهابًا”، وطالبت بحل سياسي عبر مفاوضات مباشرة.
الهند ترد على هجوم إرهابي بعملية عسكرية واسعة
في تصعيد خطير، شن الجيش الهندي فجر الأربعاء عملية عسكرية أطلق عليها اسم “سيندور”، مستهدفًا 9 مواقع داخل الأراضي الباكستانية، ردا على هجوم إرهابي وقع يوم 22 أبريل في منطقة باهالجام بقطاع كشمير الخاضع للسيطرة الهندية، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا.
ردود فعل رسمية: اتهامات متبادلة
وزير الخارجية الهندي، إس. جايشانكار*، غرد قائلا “يجب على العالم أن يظهر عدم التسامح مطلقًا مع الإرهاب”، في إشارة إلى اتهامات نيودلهي لباكستان بدعم الجماعات المسلحة والسفارة الهندية في واشنطن نفت في بيان استهداف منشآت مدنية أو عسكرية باكستانية، مؤكدة أن الضربات اقتصرت على “معسكرات إرهابية معروفة” وباكستان ردت بقصف مدفعي استهدف 6 مواقع في كشمير الهندية، وأعلنت إسقاط طائرات هندية، بينما أكدت نيودلهي سقوط طائرة واحدة فقط.
خسائر بشرية وتوترات شعبية
ضحايا باكستان 8 قتلى و35 مصابًا ومفقودان والهند مقتل امرأة وطفل في قصف باكستاني واحتجاجات واسعة في مدينة حيدر آباد الباكستانية، حيث أحرق المتظاهرون العلم الهندي وصور رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مرددين هتافات تطالب بالرد على الهند.
تفاصيل العمليات العسكرية
الهند استخدمت أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه، بما في ذلك صواريخ هامر والذخائر المتسكعة، وفقًا لصحيفة ايمز أوف إنديا وباكستان أغلقت مجالها الجوي جزئيًا حول مدينتي لاهور وكراتشي، بينما لا تزال الاشتباكات متفرقة على طول خط وقف إطلاق النار في كشمير.
مخاوف من تصاعد الأزمة
العلاقات بين البلدين تشهد توترًا مستمرًا منذ عقود بسبب النزاع على كشمير، مع سجل حافل بحروب متقطعة ومواجهات حدودية والمجتمع الدولي يدعو إلى ضبط النفس، بينما تتجنب واشنطن الانخراط مباشرة، حيث قال نائب الرئيس الأمريكي: “هذه أزمة لا تعنينا مباشرة”.
ما التالي؟
مستقبل الهدوء مرهون بوقف التصعيد العسكري، خاصة مع امتلاك البلدين ترسانات نووية والضغوط الدبلوماسية قد تلعب دورًا في احتواء الأزمة، لكن التصريحات العدائية من الجانبين لا تبشر بحل سريع.
في سياق متصل
شنت الهند يوم الأربعاء عملية عسكرية واسعة داخل الأراضي الباكستانية، أطلقت عليها اسم “عملية سيندور”، رداً على الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة باهالجام في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية يوم 22 أبريل الماضي، وأسفر عن مقتل 26 سائحاً. وجاءت الضربات الهندية دقيقة ومتزامنة بين القوات الجوية والبحرية والبرية، مستهدفة 9 قواعد يُعتقد أنها تابعة لجماعات إرهابية، في أول عملية من نوعها منذ حرب 1971 بين البلدين.
تفاصيل المواجهات العسكرية
الضربة الهندية دمرت البنية التحتية لجماعات مسلحة في كشمير الباكستانية، وفق بيان الجيش الهندي والرد الباكستاني أسقطت إسلام أباد 5 طائرات هندية، وأعلنت مقتل 36 مدنياً وإصابة 100 آخرين في قصف مدفعي على كشمير الهندية وإغلاق المجال الجوي فرضت باكستان إغلاقاً جوياً فوق مدينتي لاهور وكراتشي، بينما تواصل القوات المتبادلة الاشتباكات على خط وقف إطلاق النار.
تصعيد دبلوماسي واقتصادي
تبادلت الدولتان إجراءات عقابية شملت طرد الدبلوماسيين وإغلاق المعابر الحدودية وتعليق العمل باتفاقية “نهر السند” التي تنظم تقاسم المياه بينهما منذ 1960 وتجميد التجارة الثنائية، ما يهدد بانهيار اقتصادي في المنطقة.
خلفية الأزمة: كشمير.. الجرح النازف
يعود النزاع على كشمير إلى عام 1947، عندما انقسمت شبه القارة الهندية إلى دولتين: الهند ذات الأغلبية الهندوسية، وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. وتطالب كل منهما بالسيادة الكاملة على الإقليم، الذي شهد 4 حروب بين البلدين، آخرها في 1999. اليوم، يُقسم كشمير فعلياً بخط وقف إطلاق النار، مع سيطرة الهند على 45% منه، وباكستان على 35%، بينما تدير الصين الجزء المتبقي.
ردود الفعل الدولية
الولايات المتحدة عبر نائب الرئيس الأمريكي عن “عدم اكتراث” واشنطن بالصراع، داعياً إلى “خفض التصعيد” دون تدخل مباشر والاتحاد الأوروبي وسويسرا أدانوا الهجوم الإرهابي في باهالجام، وأكدوا تضامنهم مع الهند في مكافحة الإرهاب.
مخاوف من حرب نووية
تمتلك الهند وباكستان ترسانات نووية* قادرة على تدمير المنطقة بأكملها والهند لديها 160 رأساً نووياً، مع قدرة على إطلاقها عبر الصواريخ الباليستية والغواصات وباكستان تمتلك 165 رأساً نووياً، مع استراتيجية “الضربة الأولى” لتعويض التفوق العسكري الهندي.
توقعات مستقبلية
سيناريو التفاوض ضغوط دولية لاستئناف الحوار، خاصة مع الوساطة المحتملة من الصين أو السعودية وسيناريو التصعيد خطر حدوث مواجهة شاملة إذا استمرت العمليات العسكرية المتبادلة، خاصة مع تصريح وزير الدفاع الباكستاني بأن “الرد المؤكد قادم”.
تعليقات